الأحد، 10 فبراير 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


منطقيات الأمور

Posted: 09 Feb 2013 12:06 PM PST

منطقيات الأمور

مررت و صديق لى بطريق فوجدنا صبياً مشتبكاً مع أمرأة كبيرة يفترض أنها بالغة رشيدة و راح الصبى يكيل لها السباب ..
فقال : - صديقى هذا الصبى غير مؤدب و لم يربى فعقبت
قائلاً : - حقاً ما تقول و لكنها تستحق .
فقال : - كيف عرفت هذا و أنت لم تعش معهم أليس هذا بباطل و قذف ؟
فقلت : - أنها أشتبكت مع صغير ناقص العقل و بان معينه السئ فأساءت لنفسها بهذا الأشتباك
و حينما نعود إلى الفتوى و ناقل الفتوى و المستشهد بها لابد كمسلمين و مثقفين و واعين نحدد من العالم أو الشخص الذى تتوفر فيه شروط الأفتاء فى الدين لجماعة المسلمين و أن كنا لا نعلم فعلينا أن نسأل أهل العلم و الفقه ففى جلسة لى منذ ما يزيد عن عشرين عاماً مع بعض علماء الأزهر يتحدثون فيها عن مأثر و أمكانيات بعض العلماء فى فروع من العلم الدينى و الفقى فدهشت لأننى كنت أظن أن عالم الأزهر هذا ملم  بجميع علوم الدين و الفقه و التوحيد و العبادات و القرآن و التفسير و التاريخ الأسلامى و علم الكلام أو الفلسفه و الخطابة و الحديث فأبتسم لى أحدهم رحمه الله أنك يا بنى تبحث على عالم جليل مجتهد مؤهل للفتوى و قد يخطأ و قد يصيب و لا تبتأس فإننا فى الأزهر لدينا 14 عالم ينطبق عليهم ما تريد فزادت دهشتى قائلاً 14 فقط فقال لى نعم و أنه عدد كبير .
فمنْ هذا العالم الذى أفتى ؟ و هل ينطبق عليه شروط الفتوى ؟ و أن أفتى و أخطأ فهل لنا أن نرده أم نشنشن و نجلجل ؟
أن ما حدث من صاحب الفتوى و لا أدرى مدى علمه و  تمكنه من العلم و مكانته بين العلماء شأنه شأن الصبى الذى سردت حاله فى مطلع كتابتى و هذا لأنه جلب للمجتمع مفاسد أكثر مما جلب منافع بفتواه و الذى ينقل عنه الفتوى و يشنشن بها و يجلجل لها شأنه شأن المرأة التى نالت سباباً و تستحق أن تناله بالجهل و الخيانة و توظيف الأحداث  لأضطراب بلبلة البلاد و ليس لديها من العلم و الوقار شئ فإن من العلم أن أحدد أبعاد الكلمات و معانيها قبل أن تنطلق من أدواتى كأعلامى أو مثقف أو نخبة أما الوقار فيستوجب أن أضع كل أمر فى حدوده و نصابه و لا أغالى فيه و أعطيه أكثر مما يستحق حتى يكون لدى الأحترام و المصداقية و التأثير و أن كنا سنقبل ما يحدث فإننا سنستقبله من باب أن الدنيا بها الصالح و الطالح و الجيد و السئ أن الأحوال لا تسير دائماً على وتيرة مثالية كما نريد بل يجب علينا التقوييم و التنويه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق