الثلاثاء، 12 فبراير 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


أمريكا فرنسا و الوطنيون

Posted: 11 Feb 2013 04:57 AM PST

أمريكا فرنسا و الوطنيون

إذا كان المشهد السياسى فى مصر و تونس و منطقة الشرق الأوسط مميز بحضور أمريكى فرنسى و الوطنيون فعلينا أن نحدد هوية و سمات الحضور قبل أن نخرج ببلورة أو نتيجة يعول عليها .

فأمريكا ذهبت بعدتها و عتادها مستجمعة حلفائها إلى أفغانستان بغطاء من القانون الدولى للقضاء على أرهاب مزعوم مس داخلها و حقيقة الأمر أنها دولة أستعمارية تعانى أزمات أقتصادية منظورة فى مستقبلها و تحاول حلها عن طريق الأستفادة من ثروات منطقة الشرق الأوسط و الأدنى النفطية و بدا ذلك واضحاً حينما أسفرت عن وجهها القبيح بحرب العراق الغير مبررة و غير مغطاه بأى صفة قانونية دولية و تركت فى سدة حكم العراق و السلطة التنفيذية أمريكيين من أصل عراقي موالين للمصالح الأمريكية و لما كانت فاتورة حروبها الأقتصادية و الأخلاقية تواجه رفضاً من الداخل الأمريكى فإن الأدارات الأمريكية أكتفت بدور المراقب و المتابع لثورات الربيع العربى على أن تقفز سياسياً لتحافظ على مصالحها الأستراتيجية و عندما أشتركت فى تأييد ثوار ليبيا عسكرياً و هى متأكدة من المكاسب التى ستجنيها من جراء هذا التدخل فضلاً عن أن التكاليف مدفوعة مسبقاً من ثروات ليبيا فإنها أشتركت بتحفظ أنكشف غطاؤه عندما أسقطت طائرة أمريكية فأكتفت الأدارة الأمريكية بالدعم اللوجستى أحتراماًً للداخل الأمريكى ليس إلا .

أما فرنسا فهى فى الركب الأمريكى و على خطه قلباً و قالباً و تدخلها فى مالى يكشف للثمام عن وجهها الحريص على الثروات الطبيعية التى تستنزفها من العرب و الأفارقة من مالى و بصورة أكبر من النيجر  المجاورة و لا تريد قوى حر يطالب بحقوق الشعوب و أستغلت وجود القاعدة فى المنطقة و طلب رئيس منقلب على الشرعية لتحجم و تقمع عرب الطوارق سكان شمال البلاد الأصليين بل و تستقدم لهم قوات بغطاء أفريقي من غرب أفريقيا مع أزكاء النعرة الطائفية بين عربى و أفريقى حتى لا تقوى شوكة عرب الشمال أو يطالبوا بحقوق الشعوب فى الحياة و الحرية و الديمقراطية و التمتع بثروات بلادهم .

أما الوطنيون فهم هؤلاء الذين يسلكون كل درب و يتبعون كل منهج سواء كان أسلامى أو علمانى أو ليبرالى أو يسارى من الأشتراكية إلى الشيوعيه الماركسية و تكون المحصلة النهائية رفعة و مجد الأوطان بالبناء و التطوير و التحديث و تحقيق أرقام فى كل المجالات التى تعنى الدولة و المواطن سواء أن كانت قوة عسكرية تزود عن الأوطان أو أقتصاد محرك لكل فعاليات الدولة أو مستوى تعليمى أو مستوى صحى أو مستوى خدمى و أدارى أو مستوى معيشة الفرد نفسه .

و على الخلفية التى عرضتها إذا نظرنا إلى مؤامرات قتل و سرعة الأعلان عن متهم دون قرائن أو أدلة أو شهود ثم تحميل حزب النهضة و رمزها الغنوشى شخصياً جريمة قتل القيادى شكرى بالعيد فإن ذلك لا ريب مشهد ساعى لتمزيق الصفوف الوطنية و الهدم بدلاً من البناء و على أقل تقدير تعطيل مسيرة وطن و يبتعد عن الوطنية و يقترب من العمالة حينما يعلن وزير داخلية فرنسا أراءه فى شأن داخلى تونسى صرف و يعضدد فيه فصيل على حساب فصيل و يسب فصيل بدون أسس منطقية للسب أللهم إلا أن هذا الفصيل لن يسمح للمستعمر التقليدى لتونس بالتدخل كما كان فى الشأن التونسى و عندما يطنطن و يشنشن علمانيين و ليبراليين مصر لرفاقهم فى تونس على غير قواعد سليمة بل بمزايدة أضافة ما هو ليس موجود من الأصل فهو سلوك النعامة التى تدفن رأسها فى الرمال لسبب واضح للعيان هو أن الغاضبين لمقتل القيادى شكرى بلعيد عددهم مليون و 400 ألف تونسى على أحسن تقدير أى أنهم كقوة أنتخابية لن يتجاوزوا 20% و هذا هو نفس الحال فى مصر و هنا فإننى أدعوا الجميع للوطنية و الأنتباه لتطلعات المستعمر و ترصده لبلادهم و أن يعمل الجميع للبناء فبالبناء وحده تلتف الجماهير حول القوة السياسية و الشعوب لن تقبل مستعمر أو هدام أو عميل لأن شعوب اليوم هبت لتأكيد الأستقلال و ما الربيع العربى إلا باكورة ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق