الأربعاء، 18 يوليو 2012

دمرداشيات

دمرداشيات


الحقائق و سياق الكلام

Posted: 17 Jul 2012 12:57 PM PDT

الحقائق و سياق الكلام

أن المفكر حينما يعمل عقله فى الشأن السياسى فإنه يبحث عن مصالح و منعة و عزة قومه و السيد العتيبى حينما يتعرض إلى الدكتور مرسى رئيس مصر فإنه يستند فى فكره الذى يعبر عنه بالكلمات على صفحات الحياة اللندنيه إلى حقائق ثابتة و هى أن دول الخليج و على رأسها السعودية أصبحت قامات بما لديها من فوائض أموال و قوة أقتصاد تتهافت عليه القوى الغربية الكبرى بنسج المشكلات الى تستوجب تحالفات و يكونوا حلفاء لهم . و بدون شك لا يسعد السيد العتيبى أى تغيير فى موازين القوى الأستراتيجية فى منطقة الشرق الأوسط بما يؤثر على بلاده و منطقة الخليج بأكملها لعلمه أن القوى التى تتحالف معهم اليوم ستتتحالف غداً مع غيرهم إذا ما تغيرت الأوضاع الأستراتيجية و المؤثرات الآنية على مصالح تلك القوى 
و ما هالك أستاذى هو أنك مصرى إلى النخاع و عاصرت أيام الملك و أيام العسكر و قد كانت لمصر مكانتها أيام الملك و بدايات أيام العسكر و ذلك لأسباب ذكرها الدكتور جمال حمدان بتمتع مصر بعبقريات مؤثرة فيها و فى المنطقة برمتها بالأضافة إلى حقيقة ذكرها بسمارك أن الأقتصاد عصب السياسة و ببساطة الأرقام فقد كان الجنيه المصرى أيام الملك يستبدل بجنيه ذهب مضاف إليه ثلاثة قروش أى ثلاث أجزاء من مائة من الجنيه أما الأن فإن الجنيه الذهب فيساوى 2128 جنيه مصرى و هنا مكمن الواقع و الحقائق التى تسوق الكلمات و التعبيرات و راح السيد العتيبى يخاطب رئيس مصر بمرسى الأخوان مختزلاً مصر فى جماعة الأخوان و ليس هذا فحسب بل رأى أن الأخوان يحتاجون لمن يرشدهم و يدلهم على ما هو واجب عليهم أن يفعلوه و نصب نفسه واصى على مصر و رئيسها متوسماً فى نفسه و بلاده أنه مركز قوى يستطيع الأملاءات لتبقى مصر على ما هى عليه من تقزم بعد ثورة يناير و نسى أن من يعتلى عرش مصر أستاذ دكتور فى الهندسة له قدرات فكرية و تفكيريه و عنده عقائد تحركه نحو الوفاء بمسؤلياته العظيمة التى ألقيت على عاتقه
فعلاقات مصر و الخليج على جانب و مصر و إيران على جانب أخر ممكنة و ليس هناك ما يمنعها إذا ما وفى كل من الخليج و إيران حقها تجاه مصر و هويتها و دينها و مصر عندها القدر الكافى من الأتزان الذى يضع كل شئ فى نصابه و يوفيه حقه و لن يكون هناك علاقة على حساب علاقة
كما أن الرئيس الدكتور مرسى أعلن سالفاً أننا لسنا مصدرين لثورات أو متدخلين فى شئون الغير و هنا عندما يطلب السيد العتيبى أن لا يتدخل الأخوان فى شئون الخليج فهذا درب من دروب التبالى أو رمى الجثث
أما علاقتنا مع تركيا التى يرسمها لنا الأستاذ العتيبى فهذا يعد تدخل سافر فى شئون بلاد تبحث عن ما أنفع لها خاصة إذا كانت هذه البلاد مسالمة و لا تسعى لألحاق الضرر أو الأذى بأحد 

و أدلف العتيبى يحدد لنا علاقتنا بقضيتنا المصيرية كمصريين فهى قاضية جاثمة على حدودنا الشرقية و طرفها الرئيسى العدو الأستراتيجى الأول لمصر و للعرب و للمسلمين و هنا نسجل هروب كل الصواب من بين يديه و فكره لأن هذه القضية بالذات منذ 1948 حتى الأن لم يتكلف فيها بلد فى العالم بعد الفلسطينيين غرماً أكثر منا نحن المصريين و المثل يقول أهل مكه أدرى بشعابها و ليسوا فى أنتظار العتيبى أو غيره ليدلهم على الطريق هذا لأن مصر ثورة يناير قادمة لا محالة مهما كانت العراقيل و المعوقات أو التحديات و عودتها مرهونة بفترة زمنية ليست بالطويلة فيها تمتلك أقتصاد قوى و بناؤه ليس بالصعب و لا المستحيل لأن لدينا كل مقوماته التى لا تتوفر فى دول الخليج التى منها العتيبى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق