تريدصرحاً

أستاذى الجليل أن فى مقالكم المعنون ما للرئيس و القمامة ؟! حددت أن للرئيس مهام أكبر و أعظم من الأهتمام بالقمامة و المرور و الأمن و الوقود و أن هذه المهام تندرج تحت الأبعاد الأستراتيجية لمصر فى محيطها العربى و الأسلامى و العالمى كما أنكرت على الرئيس أن يعلن أنه يقود عمليات تطهير البؤر الأجرامية فى سيناء بنفسه و غلفتها بمحاذير أستعداء أهالى سيناء للسلطات كما كان الأمر فى العهد البائد و حذرت أيضاً أن يكون فى هذا الأعلان بداية صنع فرعون جديد و ختمت مقالك بأنه على الرئيس مرسى أن يتحمل و يقوم بكل الأعباء المنوطة به كاملة لأنها من أختياره
و هنا قد يبدو أمراً سطحياً أن يعرض الرئيس فى برنامجه الأنتخابى هذه النقاط قمامة مرور أمن وقود أستقرار و لكن فى جوهرها معانى عميقة لكل من يتفحص الأمور لأن هذه الأمور كما عرضت سيادتكم من واجبات و مهام مؤسسات دولة و أصغر شأناً من أن تكون أهتمام رئيس جمهورية و لكن إذا كان ذلك واقع حالنا فهذ
ا يكشف لنا مدى الفساد و التجريف و أستمرارية رموز النظام القديم فى منهجية ثورة مضادة لا تريد خيراً لمصر المحروسة و شعبها
أما أن يعلن سيادة الرئيس أشرافه بنفسه على عمليات تطهير سيناء من البؤر الأجرامية فهذا يدل على خلل واضح فى أداء المؤسسة العسكرية لتكرار الصفعات إليها فى السابق و فى اللاحق على يد مجرمين و خارجين على القانون و عملاء مأجورين لعدونا الأستراتيجى الأول الماثل فى الكيان الصهيونى و هذا يحتم على رأس الدولة أن يتفرغ لأسترداد المؤسسة العسكرية كامل قواها و أداءها و ترسى الأمن فى بوابة مصر الشرقية بقرارات نابعة منا و هذا فى صالح مصر و سيناء و أهل سيناء لأنه بدون أرضية من الأمن الكامل لن يكون هناك تنمية و تعمير و أستقرار مطلوب بألحاح و لن يكون للشرفاء من أهل سيناء أدنى أعتراض لأن طبائعهم العربية الأصيلة ترفض الجريمة و الخيانة و العمالة و يتشرفون و يفتخرون بنزاهتهم و علو همتهم و يأنفون أن يوصفون بكل مخزى و عار
( أدرى أن ما هو مطلوب من الرئيس مرسى أثقل و أكثر جسامة مما يتصوره أى أحد، لكنه و قد تطوع لحمل المسئولية فى الظروف الراهنة، فإنه سيظل مطالبا بالوفاء باستحقاقاتها، وعليه أن يدفع ثمن اختياره. )
و هذه الفقرة بالذات فى الصميم و كم أحب الرئيس مرسى فى الله و مشفق عليه من عظم و جسامة الأمانة و أعلم تمام العلم أنه يجاهد فيها بكل ما لديه من قوة و طاقات بل يرهق ذلك صحته و يقض مضجعه و لا أقول إلا أللهم أعن عبدك مرسى على أمره حتى يخرج منه سالماً غانماً فى الدنيا و الأخرة و هذا لن يتأتى إلا
1 - بتطهير رؤس مؤسسات الدولة من كل مترخى و مقصر و المحاسبة بحزم لكل من يزرع العراقيل و يضع المعوقات لأداء كل مؤسسة كما يجب بدون أشراف أو عناية أو رعاية من سلطات أعلى .
2 - فرض الأمن و الأستقرار بقبضة حديدية و تفعيل القانون بسرعة ناجزة تتواكب مع متطلبات المرحلة الراهنة و أوافق على محاربة الجريمة بالجيش و الشرطة خاصة و أن ظنت الجريمة فى نفسها أنها أعلى و أقوى من الدولة و القانون و مؤسسات الدولة .
3 - عند توافر الأمن سيكون الأستقرار جزئى و عليه يجب المسارعة فى بابين و هما البطالة و الفقر حتى نضمن مواصلة مسيرة الأستقرار .
4 - أهتمام أفضل و على مستويات عالمية بالرعاية الصحية للمواطن .
5 - أهتمام أكبر و أشمل و أعمق بالتعليم و العملية التعليمية .
و عندئذ ستكون مصر الدولة و المؤسسات و المواطن و الرئيس فى صرح عظيم يدير دفة مصالح أستراتيجية عليا كما نطمح
(( فإذا أردنا بناء صرحاً فلابد لنا من أرضية نظيفة جميع الجسات المأخوذة من أعماقها تمنحنا تقرير يفيد بأن الصرح المراد بناؤه لن ينهار ))