هم الأفضل و الأقدر

أستاذى الجليل حقاً أن الوصول إلى القمة شئ صعب و الأحتفاظ بها شئ أصعب و هذا ينطبق تماماً على جماعة الأخوان المسلمين و ذراعهم السياسى ممثل فى حزب الحرية و العدالة و الرئيس الأستاذ الدكتور محمد مرسى و مؤهلات وصول الأخوان المسلمين إلى صدارة المشهد السياسى المصرى لم تكن وليدة اليوم أو صدفة غير مرغوب فيها كما يصور البعض بل هى مسيرة لحقبة أمتدت أكثر من ثمان عقود تعرضت فيها الجماعة لمحاولات دولة بأجهزتها و معاونة دول للقضاء عليها و لكنها تمتلك من القدرات للحفاظ على نفسها و الأنتشار حتى بدا للعيان فى أنتخابات مجلس الشعب عام 2005 الجولة الأولى أنها ذات قاعدة عريضة مما دعا النظام آنذاك إلى التزوير لأقصائه فى الجولة الثانية و الثالثة و على الرغم من ذلك حقق عدد قليل من المنتمين لتنظيم الأخوان المسلمين نجاح و مسألة صمود فكر و عقيدة و نشاط سياسى و أنتشاره و تغلغله رغم ظروف القهر و المصادرة و التغييب يعطى أنطباع 
بسمة الأصرار على النجاح و الأستمرار و هذا فى حد ذاته وقود فعال للنجاح فى أى عمل يتصدرون له و لو كان أدارة دول و ليس دولة واحدة و ستبرهن على ذلك الأيام القادمة التى تحمل فى حناياها ما سيقدمه تنظيم الأخوان المسلمين المنظم لمصر و يسجله فى تاريخه الذاتى
و أننى معك أن ثراء أى مجتمع بالأفكار و القوى السياسية و تداول السلطة يضمن للدولة الأستمرار فى الأنطلاق إلى الأمام دون ركود أو أستبداد أو أحتكار و هنا تبرز أزمة الحياة السياسية المصرية التى جرف فيها كل شئ و تلاشى فيها الكثير من القوى الوطنية و لم تصمد كما صمد الأخوان المسلمين علاوة على أننا بعد الثورة لدينا قوى سياسية شابة وليدة لم يشتد عودها بعد فكيف تتمكن هذه القوى من الأنتشار و الأستمرار و التأثير فى الحياة السياسية المصرية ؟ فى معرض الأجابة على هذا السؤال نجدنا بحاجة إلى علاج نفسى للمجتمع السياسى بالأضافة إلى المناخ الجديد الذى توفر بعد الثورة و يعد صحياً لنمو التيارات السياسية و هذا العلاج النفسى يكون بثقافة يرتديها النخبة الذين هم ذوى فعالية فى تكوين الكيانات الجديدة و هذه الثقافة لابد أن تكون مبنية على أحترام الأخر مهما أختلفنا معه فى الفكر و المبدأ و الأعتقاد و الأسلوب فى معالجة الأمور و المواقف و التخلص من التدنى الماثل فى السب و الشتم و التجريح و البهتان و أن يضع كل تيار سياسى وليد لنفسه أهداف أو هدف و لو كان بسيط من أجل مصر و عموم المصريين و يسعى إلى تحقيقه و خروجه إلى النور و عندئذ ستتكون له القاعدة الشعبية و يكون الرابح فى النهاية مصر كلها لأن الشعب المصرى الواعى فى ظل ديمقراطية الصناديق التى ننعم بها الأن سيختار الأفضل و الأقدر على تحقيق آماله و طموحاته