الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

دمرداشيات

دمرداشيات


لى فى المقال قصة

Posted: 27 Aug 2012 08:33 AM PDT


لى فى المقال قصة
أستاذى الجليل منذ حوالى سبعة أعوام كان لى صديق من الأسكندرية يأتى إلى الأسماعيلية لمتابعة عمله فى الحاسب الألى للبنك الأهلى المصرى فهو علاوة على دراسته للمحاسبة حصل على دورات فى الحاسب الألى المتخصص بالبنوك فى أنجلترا و من هم مثله فى مصر عددهم قليل و كان ذلك الرجل دمث الخلق متزن شديد الحكمة و العقل أحترمته كثيراً و بادلنى نفس الأحترام و صرنا أصدقاء يفضى بعضنا لبعض الهموم و الآراء و نتداول مع بعضنا  البعض الحديث عن الحاضر و المستقبل و كثيراً ما حدثنى عن أبنه المتفوق الذى يوليه الرعاية الكاملة و هو يتردد على مراكز الدروس الخصوصية للثانوية العامة حتى يكون مثل أبنة خالته التى تكبره بعامين و تفوقت وأختارت كلية الصيدلة ليكون لها مستقبل فى صيدليتها الخاصة بها و تحيا حياة فى مستوى يليق و باح لى صديقى أنه سيوفر الأموال من ميراثه و مكفاءة نهاية الخدمة ليفتح صيدلية لأبنه عندما يتخرج و يتناوب معه عليها و ستشاركه زوجته كذالك التى تعمل أخصائيه أجتماعية و ترعى أبناءوه و يمكن أن تكون معه زوجة أبنه فى المستقبل و يتعاون الجميع فى قصة النجاح و الكفاح و يضمن لأبنه مستوى معيشى أفضل و بالفعل دخل الأبن كلية الصيدلة التى فيها أبنة خالته و جارته التى كانت تصطحبه إلى الكلية و ما مر شهر واحد حتى أطلق الأبن لحيته و راح يكيل لأبنة خالته حتى لا تصاحبه لأن ذلك لا يجوز شرعاً و راح يوجه الكلام للأب يكفى أننى نشأت من حرام و غذيت من حرام بأموال الربا التى تتقضاها أجراً و لن أكون معك مستقبلاً فى أى مشروعات بأموال أصلها حرام و كان صديقى وقتها فى شديد الهم و الحزن و يهمس فى نفسه أننى مسلم و لا أترك فرض أو فريضة و كذلك أمه مخمرة فماذا يحدث لنا ؟ و تحامل على نفسه و صاحب أبنه إلى المساجد و الدروس التى يتردد عليها و ينقاش مشايخه و كان يروى على كل الخطوات خطوة خطوة فقلت له كل الأحترام للتيار الدينى الذى أنجرف فيه أبنك و لكن فوق كل ذى علم عليم و فوق كل فقيه من هو أفقه منه و على حد علمى أنه ليس هناك عدد مطلق فى العلماء الذين يتوفر فيهم شروط الفتوى فعليك بمراسلة دار الأفتاء و الأزهر و هذا العالم الجليل الذى أقدره و أحترمه و أعتقد أنه فى الخليج و يدعى الشيخ يوسف القرضاوى و بالفعل قام صديقى بالمراسلات و جمع الردود و كان رد الشيخ القرضاوى بالأشارة إلى كتاب أسألة و فتاوى له فيه موضوع العمل فى البنوك و كان أجمالى الرد أن العمل فى الربا حرام شرعاً و لكن إذا لم يتوفر لك عمل يدر نفس الدخل و يحفظ لك نفس المستوى المعيشى فلا حرج عليك و لمن تترك العمل فى المؤسسات الأقتصادية التى هى ملك المصريين جميعاً و راح صديقى يناقش أبنه الذكى الجامح إلى قمة التدين و هدأ رتم أنجرافه و أستمر فى دراسته و تفوق و أختاره أحد البروفسورات العالميين فى فريق عمل لتخليق مضادات حيوية جديدة لمقاومة الميكروبات و الجراثيم و الحد من عمل الفيروسات و أنطلق أبن صديقى فى عالم أرحب فى مجال الصيدلة يوفر له مستوى معيشة أفضل بكثير مما كان يرجوه له أبوه و يحافظ فيه على مبادئ دينه الذى أعتنقه عن قناعة و ذكاء و فكر و أصرار و عزيمة و قرت عين أبيه به بعد أن كان يعانى من أجله و يخشى عليه خلاصة القصة أنها عالجت قضايا دينية بين التطرف و الخشونة و الوسطية و الأعتدال بأهل الدين و ليس بأهل الأعلام و الصحافة الذين لديهم مسبقاً سوء نية و عداء صراح للدين و ليتهم يتعلمون من برنامج شاهدته منذ حوالى عشرين عام على القناة الرابعة الأنجليزية على مدى ساعات فى شكل تحقيق يخص الغذاء و التغذية بدأت بزيارة الأسواق و أسعار الخضر و تباين الأسعار لنفس الصنف و اللحوم و تباين أسعارها و تبع ذلك أساليب زراعة كل صنف من الخضر و رأى معامل التغذية و الأطباء و الفائدة و الضرر الجانبى من نوع الغذاء الذى يزرع طبيعياً أو كيماوياً أو على سماد عضوى أو فى موسمه الطبيعى أو أستزراعه فى بيوت زجاجية و كذلك الأمر بالنسبة لمراعى مواشى اللحوم و الأعلاف التى تقدم إليها و كان المسح شامل للموضوع بأسلوب حيادى من أهل الأختصاص و كان التعقيب للمسؤلين و المستهلكين و جمعياتهم فهل مازلنا عالم ثالث مريض منفسن أم أننا فى طريقنا للتطور و التغيير و الموضوعية و خاصة فى الأوضاع الصحفية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق