الأربعاء، 30 أبريل 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


السياسية شئ و السلطة شئ أخر

Posted: 29 Apr 2014 01:55 PM PDT

السياسية شئ و السلطة شئ أخر

حينما نتحدث عن متغيرات فى العلاقات الدولية بين دولة و دولة أخرى أو دولة و دول أخرى فإننا هنا نعنى السياسية بكل ما تحتوى الكلمة من معنى و تدرج فى المفاهيم و التفاسير من مقتضيات المصلحة و التهدئة و الهجوم و العدول و التفاوض و ما إلى ذلك من متغيرات .

و عندما نتكلم عن وضع داخلى لدولة ذات سيادة مستقلة فيها ثورة و ثورة مضادة و زخم شعبى فى حراك  فإن بؤرة العدسات توجه إلى السلطة و التحكم فيها و بسط النفوذ على الدولة و مؤسساتها و تسيير شئون الدولة بصفة دائمة على مدار الساعة بأدنى قدر من الأستقرار يمكن تحقيق معه تنمية و نمو أقتصادى و حل مشاكل دولة و مواطنيين .

و عندما نتحدث عن دولة تحت الأحتلال و تعانى فصائلها من التشرزم و الأنحلال فإننا هنا بصدد أمور عدة منها السلطة و العلاقات الدولية و مواجهة الأحتلال .

و السياسية تكون بين دول مجلس الخليجى بعضها مع بعض أو مع أمريكا أو الغرب أو مصر و القامة العليا للمصلحة الذاتية و من بعدها المصلحة الجماعية ؛ كما أن السياسية تكون بين مصر و أمريكا على أعتبار أن مصر حليف عسكرى تقليدى لأمريكا و رأس حربة تدريبات و مناورات فى الشرق الأوسط لأمريكا و الناتو و صمام أمان لحليف أخر ممثل فى الكيان الصهيونى يهم بالدرجة الأولى الغرب و أمريكا  .

أما الفرقاء الفلسطينين أصحاب القضية المفترض أنها محورية للعرب و المسلمين فإنهم يستهلكون أنفسهم فى كل الصور و جميع الوسائل حتى لا تنسى قضيتهم التى طال أمدها و خبت جذوة الأهتمام الأسلامى بها لأنشغال العالم الأسلامى بهمومه و وصل الأهتمام العربى بها إلى أدنى مستوياته بسبب التشرزم العربى و مبدأ أن العرب أتفقوا على أن لا يتفقوا فهم يتقاربون من بعضهم بعد أن تبين لهم أن أبتلاعهم أوشك على الأقتراب لأنطلاق أيدى الصهاينة و التغافل المتعمد من الغرب و أمريكا و نرى مزيج بين السلطة و السياسية و مقاومة العدو رؤية تفرضها واقعية المشهد .

و لا ننسى أن المحرك الأساسى لكل ما سبق و لا يوقفه أحد إذا  تحرك فى أتجاه ما هو تحرك الشعوب و أرادتها و عزيمتها التى لا تقهرها سياسات أو جيوش أو أرادة طبقات أو نخب أو حكام و فى أعتقادى طال الأمد أم قصر أن الشعوب هى التى سترسم المشهد النهائى الذى سيستمر مع أقل تقدير نصف قرن و نصف قرن من عمر التاريخ لا يولد فى عام أو عامين بل قد يمتد الأمر إلى عقد أو عقدين من الزمن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق