الأربعاء، 17 أبريل 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


ثورة و نظام

Posted: 16 Apr 2013 01:02 PM PDT

ثورة و نظام

إذا أسقطت ثورة 25 يناير رأس نظام باليقين الفعلى فإنها لم تسقط النظام و أدواته المتغلغلة فى مفاصل الدولة و تلعب على مسرح الأحداث فصولاً ذات عمق و تأثير فى الدولة و المجتمع المصرى و أدوات النظام التى وزع عليها الأدوار لتلعب هذه الفصول تحت عنوان الثورة المضادة هى القضاء و الأمن بفروعه و التموين و يتوج ذلك كله بالأعلام .
و لقد تدرج القضاء من القضاء على مجلس الشعب المنتخب إلى مهرجان البراءات الذى أُدين فيه بمعرفة شهود للوقائع أشخاص كانوا فى مواقع سيادية فى النظام البائد و حينما خرجوا من السجون لم يتعرض لهم صاحب دم أو ثائر و بدلاً من ذلك كان التعرض للنظام الذى تمخضت عنه الثورة و هذا فى حد ذاته رسالة تطمينية قوية لأصحاب الثورة المضادة ؛ و تراخى الأمن لدرجة أن المواطن العادى أصبح نادماً على يوم قامت فيه ثورة بل أن الأمان ينتزع من المجتمع حتى أنه يراد به أن يصل إلى فتنة لا تبقى و لا تذر
؛ و الأزمات التموينية المفتعلة سواء فى الوقود أو الحاجات الأساسية مع رفع الأسعار لهيب أخر يعذب به المواطن العادى ؛ هذا خلاف الأنظمة التى ترى فى نجاح الثورة و تأثيرها الإيجابى على المنطقة خطر داهم عليها فهى لم تدخر المليارات لأجهاض الثورة و لم تتقاعس عن جهد يعوق القوة الأقتصادية للنظام الوليد بعد الثورة ؛ و يأتى على نفس النسق و المنوال النفخ و النفث الأعلامى الذى يشوة الثورة و ما نتج عنها حتى يصل بنا إلى الترحم على ما كان فى عهود أن لم تكن قتلت و أصابت و عذبت إلا أنها بالديل القاطع جرفت مصر و أذاقت ملايين شعبها شظف العيش و فقدان أمل فى غد قد يأتى بنهار ؛ و طول المدة بين قيام الثورة و مثول المخلوع فى قفص الأتهام أستكمالاً لمسلسل محاكمته جعله يعتقد أنه نجح فى ثورته المضادة و أن أى مكروه لن يصبه لأن جميع أدوات نظامه تخدمه بفاعلية و قوة و لم تقتلع من مكانها لأن شركاء الثورة تحولوا إلى فرقاء و أعداء و منهم من تحول له إلى حلفاء فكان مظهره فى قفص الأتهام و أنفعالاته التى تؤكد له و لذويه أنه عائد إلى سابق عهده فهل أستوعب أصحاب الثورة المشهد أم أنهم فى ثبات عميق ؟ هل سيصرون عل التناحر و التنابز و يمكنون منهم من خرجوا يوماً جميعاً على قلب رجل واحد ليقتلعوه من جذورة و ما فعلوا إلا الرتوش و مازال الكل باقى بعبله و صلفه حتى أن سلطة القرار لم تستطع حتى اللحظه المعالجة الحاسمة من أجل الثورة و أهدافها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و ننتظر الغد بأحداثه ليحمل لنا الأجابات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق