الثلاثاء، 7 مايو 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


دين و سياسية

Posted: 06 May 2013 02:30 AM PDT

دين و سياسية

أستاذى الجليل فهمى هويدى لقد ألقيت اللوم الشديد اليوم فى مقالك على سيدى و شيخى الجليل الدكتور عبد الرحمن البر بسبب فتواه بداية بالعنوان  (( فتوى فاسدة )) و بأول كلمات مقالك ((فتوى القيادى الإخوانى بعدم جواز تهنئة الأقباط بعيد القيامة لم يحالفها التوفيق لا فى المضمون و لا فى التوقيت )) و ذهبت إلى توضيح ضعف الفتوى و فسادها بقولك (( إن نقطة الضعف الأساسية فى الفتوى أنها ركزت على ما هو عقيدى و تجاهلت ما هو سياسى . )) و أنهيت مقالك بعبارات الحجر (( إن بعض فقهائنا يخدمون الإسلام أكثر إذا سكتوا فاستراحوا وأراحوا . )) .
و أسمح لى أن يكون لديك سعة صدر لصغير مثلى فى أن يختلف معك و يفند ما كتبت
- أولاً العنوان فيه تهجم و تجنى شديدين على عالم حديث جليل لديه من العلم ما ليس لدينا ؛ و كلينا إذا ما أراد شئ فى صلب دينه الذى هو كل كيانه و حياته و مصيره فمن المؤكد أن سيلجأ إلى علمه و علم أقرانه الأجلاء .
- لقد أعترفت ضمنياً أن فحوى الفتوى عقيدى أى أنها على أساس علمى سليم فى جوهر الدين و هنا أسألك سؤال ما الضير فى شكل و هيئة الفتوى فى هذا الوقت و الأسلام معروف للقاصى و الدانى و من يريد الأطلاع عليه علاوة على أن الفتوى لم تدعوا إلى ظلم واضح أو أعتداء آثم أو منكر فج ؟ و أدلف هل من الواجب على المسلم أن يخفى أساسيات دينه و أعتقاده كمن يخفى عورة ؟ و أن أخوة الوطن السادة المسيحيون لا يخفون صباح مساء صحيح أعتقادهم فى أن المسلمون يجب عليهم أن لا يتخذوا الشعارات الدينية فى حياتهم و سياساتهم بشكل علنى و هذا بمرجعية عقائدية فى دينهم فهل تريد أن تحرم المسلم ما يستبيحه المسيحى فى نفس الوطن ؟
- أردت فى مقالك أن تبنى للملائمة و الموائمة و تحمل على الدين أن يتكيف مع السياسية و أهملت أن المسلم المؤمن الراسخ العقيدة يؤمن بالله و ملائكته و رسله و كتبه و أن البعث حق و الجنه و النار حق و القدر حق و ما الحياة الدنيا إلا لا زاد ميعاد يبدأ بحياة البرزخ إلى يوم الحساب فإما ثواب و أما عقاب و من بعد خلود و إذا كانت السياسية جزء من كل الحياة الدنيا التى هى هامش مسيرة رؤية المؤمن فعلى ما تريد منه أنه ينكر حقيقته و يخفيها بعد أن مكن الله له و من ثُم واجب عليه أن يعبد الله و لا يشرك به شئ لأنه فى أبتلاء نظر الله إليه فيما يعمل و أنت سيد من يعلم ما العبادة إلا كل أقوال و أفعال أبن آدم و ليست مقصورة على الصلاة و الطقوس الدينية .
- فى حجرك على الفقهاء أقول لسيادتكم معذرة لأن الحجر يأتى من الذين هم أكثر علماً فى المجال و ليس من سيادتكم .
و أخيراً أننى فى غاية الحرج و لكن عقيدتى هى التى دفعتنى بقوة أن أكتب هذه الكلمات القاسيات إلى أستاذى الجليل الذى أحب و أقدر فألتمس من سيادتكم عذراً أستاذ فهمى هويدى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق