الأربعاء، 26 فبراير 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


ليست أوكرانيا أو تونس بل ثورة مضادة

Posted: 25 Feb 2014 12:40 PM PST

ليست أوكرانيا أو تونس بل ثورة مضادة
أن شقى الفاعاليات فى أى ثورة ثوار و نظام يثور عليه الثوار .

و أن ما حدث فى أوكرانيا و تونس ثورة ثوار على نظام سياسى معضد بنظام بوليسى قمعى و عندما ينحى النظام البوليسى القمعى جانباً بفعل الثورة يبقى الثوار بخلفيتهم الإيديولوجية السياسية و النظام الذى قامت عليه الثورة و هناك يحضر بقوة السياسية كعملية تفاوضية نقاشية فيها أخذ و عطاء و قد تنتهى فى نهاية المطاف للأحتكام إلى صندوق الديمقراطية .

أما فى مصر فإن الوضع مركب معقد مضنى للثوار و مازال أمامهم مشوار قد يطول أو يقصر لأن ثورة الثوار كانت على نظام عسكرى صلبه الجيش الذى يتحكم فى أكثر من 50% من أقتصاد البلاد و فى مظهره الخارجى نظام بوليسى قمعى  و أنقلاب 3 / 7 / 2013 ما هو إلا الثورة المضادة بقيادة الجيش و كل أمكانياته و الجيوش لا تعرف إلا النصر أو الهزيمة و من أساسيات النصر أخضاع العدو و فرض الهيمنة عليه  تغيير عقيدة إلى عقيدة المنتصر و هكذا يتعامل الجيش مع الشعب المصرى الثائر و هذا لأن الجيش يعتبر البلاد و الشعب ملك خالص له منذ 1954 .

و هنا لا يصح اطلاقاً أن نتكلم عن السياسية و الفرقاء السياسيين بل يجب البحث أولاً عن الأرضية الصلبة للعملية السياسية كأساس لنجاح ثورة و من بعد ممارسة العملية السياسية و لهذا لابد أن ينحصر أمر الجيش المصرى فى الدفاع عن الأراضى و الحدود المصرية فقط و تسحب منه كل الفاعليات الأخرى التى لا توجد إلا فى الجيش المصرى كالأنشطة الأقتصادية و الخدمية و الترفيهية و ........إلخ و يتفرغ الجيش بالكامل لمهمته الأساسية و يخرج من صورة العملية السياسية و لا يظهر له أى أثر بالمرة من قريب أو بعيد و هذا من وجهة نظر بعض الشباب الذين جنحوا إلى العنف لن يكون إلا بتقليم أظافر الجيش بضرب الشرطة و القضاء فى مواطن موجعة حتى يدرك الجيش أن البلاد إلى أنهيار و لن يكون هنا بلد من الأساس لهيمن عليها أو أن يدعى أنه جيش يحميها و قد يقول قائل أن هذا تطرف و أرهاب و شذوذ فكر و بعد عن الوطنية و لكننى أرى أنه صناعة الجيش و الشرطة بأمتياز حينما شرعوا فى قتل المواطنين فى الشوارع و الميادين و من هؤلاء المواطنيين من فى تركيبته الفطرية الأخذ بالثأر خاصة إذا أيقن أنه لا عدالة تنصفه و لا ملجأ حق إلا ذاته

و تبقى مصر حالة متفردة لا هى أوكرانيا و لا هى تونس و لن تكون ليبيا أو حتى سوريا و ليست شبيهة باليمن بل هى مصر و مصر فقط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق