الاثنين، 17 مارس 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


الجيش و الأخوان

Posted: 16 Mar 2014 02:29 PM PDT

الجيش و الأخوان
 
إذا عدنا بذاكرة التاريخ إلى 1952 حتى 1954 سنجد أن جيش مصر أنقلب على الملكية و حظى هذا الأنقلاب بتأييد شعبى واسع فى بر مصر المحروسة و كان العامل الأساسى فى هذا التأييد هو الأخوان المسلمون و منذ بدايات 1954 رفض القادة العسكريون للأنقلاب قيادة شعبية مدنية مشاركة لهم فى أدارة البلاد و عملوا بكل جهدهم للتخلص من اللواء محمد نجيب الذى كان يعارض ذلك و يؤيد وجود الأخوان المسلمين فى المشهد القيادى و السياسى ثم بعد ذلك كان المؤمرات والتلافيق و الخزعبلات القمعية الدكتاتورية العسكرية البوليسية لمحو الأخوان المسلمين من الوجود بالخريطة السياسية المصرية و لكن العسكر لم يفلحوا و لم ينجحوا فى ذلك بدليل وجود هذه الجماعة على أرض الواقع بل أن لها تنظيم عالمى قيادته مصرية و أستمر الجيش الفاشل فى أدارة دولة ما يناهز الستة عقود فى تجريف الدولة المصرية حتى كانت النتيجة ثورة 25 يناير 2011 و صعود أحد أبناء تنظيم الأخوان المسلمين ( د. محمد مرسى ) لمنصب رئيس الجمهورية و لكن رغبة الجيش القوية فى أن لا يفرط فى السلطة قادته إلى أنقلاب 3 / 7 / 2013 الذى جدد ثورة 25 يناير من جديد بنفس فعالياتها و قوتها و نزاهتها رغم محاولة العسكر و البوليس جرها إلى مستنقع العنف الذى يمهد للقضاء عليها بما لدى الجيش و الشرطة من قوة مسلحة ليست لدى المدنين كما يعطى غطاء شبه شرعى لمواجهة عنف و براءة أمام المجتمع الدولى و هذا لم يحدث طوال شهور ثمانية رغم العسف و الجور و اللا أنسانية التى شهد بها المجتمع الدولى و المجازر الموثقة و المحاكمات المسيسة وهذه الأحداث المتفرقة لمقتل شرطيين أو عسكريين أن لم تكن موثقة و واضح فيها الدليل و الجانى فلن تجدى نفعاً مع المجتمع الدولى و لا القضاء الدولى .

أما أن تصبح مصر نموذج جزائرى فهذا لن يحدث بالمرة لأن سيكلوجية الشعب المصرى الصبور الحمول المطيع لقيادته صعب أستفزازها و جرها لمستنقع العنف و العنف المضاد و أن سعى الجيش و الشرطة إلى هذا و قد يكون العنف صناعة الجيش و الشرطة لأضفاء جو يبيح لهم مجازر جديدة و قد يكون تصفية حسابات مع أعوانهم حلفاء اليوم مجرمى الأمس من البلطجية و تجار المخدرات أما أن يكون العنف نابع من شعب الثورة النبيلة أو الأخوان فهذا بعيد كل البعد و كم من مرة سابقة أثبتت الوقائع و التحريات صدق هذا و لكن أعلام الغرماء الذى يريد التخلص من الأخوان القادمين هذه المرة و لن يعودوا إلى ما كانوا عليه فى الماضى يجعلهم يتمنون بصوت مسموع ذهاب الأخوان إلى أى جحيم و هذا لن يحدث و لن يكون و لسلامة الجميع و مصر يجب أعمال العقل و لا ننطق أو نتفوه إلا بالوقائع و الحقائق بعد ما يصدر أهل البحث و الخبرة و المسند إليهم الشأن تقارير مهنية موثقة ذات أعتبار لأن الفعاليات و الأنشطة مرصودة و فم التاريخ ينطق بأستمرار كالشاهد أما لك أو عليك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق