الأربعاء، 26 مارس 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


نقاش و رأى

Posted: 25 Mar 2014 02:26 PM PDT

نقاش و رأى

كنت أتناقش مع أبنتى بالأمس و
قالت لى معذرة يا أبى أنك تعيش مع آمال و أحلام أهداف الثورة و لا تريد أن تقر أن أطراف الصراع على الساحة السياسية فى مصر منذ 2005 مروراً بثورة 25 يناير 2011 وصولاً إلى ما نحن فيه بفعل أنقلاب  3 / 7 / 2013 ما هو إلا صراع بين ثلاثة أجنحة الجناح الأول عسكر مدججين بالسلاح لهم أمتيازات يقتضبون حصة من أقتصاد البلاد بلا ضرائب أو محاسبات أو مراقبات فضلاً عن معونة أمريكية لهم خاصة دون مصر قاطبة و الجناح الثانى شعب مصر الذى غالبيته تيار أسلامى فى طليعته الأخوان المسلمين يطمحون إلى أن تكون بلادهم ملك خالص لهم يستفيد منها الجميع و يسترجعوا الهوية و الدين و لكن ليس لهم قوة ردع كالجيش و لن يستطيعوا التغلب عليه و الجناح الثالث مال رجال أعمال و لكل جناح من الجناحين الأولين صنف من رجال الأعمال الذى يتوائم معه و يدعمه و رجال الأعمال الموجودين على الأرض فى جانب الجيش لأنهم تمكنوا فى كنفه و لهم مصالح مع جنرالات الجيش الكبار و الأنقلاب سيستمر و سيبقى و سيرضخ له الداخل و سيعترف به الخارج على أساس أنه أمر واقع و لابد من التعامل مع مصر .

فقلت لها يا بنيتى أن الأخوان المسلمين سيتمكنون من قيادة مصر و الأخذ بيدها إلى بر الأمان .
فقالت يا أبى الأخوان المسلمين فى تركيا لم يتمكنوا من الحكم بمفردهم مع ملاحم مريرة من أعدام عدنان مندريس إلى حبس البروفسيور أربكان و حتى الأن يحاك ضدهم مؤمرات على الرغم من أن نصرانية كاثوليكية تركية صرحت لوسائل الأعلام أنها ستنتخب الأخوان ( لأنه فى خلال فترة حكمهم تضاعف دخلى أربع مرات فلما أن أنتخب من كان يسرقنى من قبل و لم يصل إلى شئ فإن كان بأردوغان و حزبه فساد فإن فساده لم يؤثر على ما وصلت إليه ) .
و الأخوان فى ماليزيا لم يتمكنوا إلا بالديمقراطية عقبها نجاحات أقتصادية و مازالوا مستمرون لأنه ليس هناك صراع عسكرى على السلطة بل الصراع سياسى و الفيصل و الحكم المواطن الذى يختار مصالحه و الأصلح له .
و فى البوسنه و الهرسك ومن بعدها كوسوفا لم يتمكن الأخوان من الحكم إلا فى ظل مناصرة أوربية أمريكية لتحجيم شر صربيا منبت نشوب الحرب العالمية الثانية و ساعدهم على ذلك جغرافيتهم فى وسط أوربا .
أما الفكرالأسلامى الراديكالى كدعوة محمد بن عبد الوهاب فقد بنى الدولة السعودية الأولى التى أنتهت على يد أبراهيم باشا بجيش جرار و عادت الدولة السعودية الثانية على يد عبد العزيز آل سعود ببطش راديكالى و لعب سياسية على كل الحبال من أجل البقاء و المصلحة حتى لو تحالف مع الشيطان .
و لدينا من بعده إيران التى ضحت بكل الطيارين فى السلاح الجوى للشاه و شيدت حرس ثورى مازال دعامة الدولة التى تستعيد الأن مجد فارس و تتطلع إلى النادى النووى .
و يأتى حديثاً طالبان و القاعدة اللذان أقاما دولة أفغانستان الأسلامية و أجهضت على يد الأمريكان و دول التحالف بعد قيامها بعامان و لكن ستعود مرة أخرى مع رحيل أخر جندى للتحالف منها ليس لأن فكرها باقى فحسب بل و أنتشر خارج أراضى أفغانستان .

و أستمرت فى حديثها قائلة أما التيارات الأسلامية التى لم تستوعب ما يحاك بها و ثؤثر السلمية و الدعة فلنا فيها مثل بالجزائر التى خدع فيها الأسلاميين بوسائل بوليسية مخابراتيه و شوهوا أعلامياً و قتل منهم ما يزيد عن 150 ألف منذ 1990 حتى الأن و أعتقد أن أخوان مصر مرسوم لهم نفس المسار و يستفزوا ليحكم حول عنقهم الخناق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق