السبت، 6 أكتوبر 2012

دمرداشيات

دمرداشيات


مع شعر فاروق جويدة

Posted: 05 Oct 2012 04:26 AM PDT


مع شعر فاروق جويدة


من قصيدة ماذا تبقي من بلاد الأنبياء سنة 2000

نشروا علي الشـاشات نعيا داميا
وعلي الرفات تعانق الأبناء والأعداء
وتقبلـوا فيها العزاء..
وأمامها اختلفت وجوه النـاس
صاروا في ملامحهم سواء
ماتت بأيدي العابثين مدينة الشـهداء

ماذا تـبـقـي من بلاد الأنـبياء..
في حانة التـطـبيع
يسكر ألف دجال وبين كـئـوسهم
تنهار أوطان.. وتسقـط كبرياء
لم يتـركوا السمسار يعبث في الخفاء
حملوه بين النـاس
في البارات.. في الطـرقات.. في الشاشات
في الأوكار.. في دور العبادة في قـبور الأولياء
يتـسـللـون عـلي دروب العار
يـنكفئـون في صخب المزاد ويرفـعون الراية البيضاء..
ماذا سيبـقي من نواقيس النـفاق سوي المهانة والرياء.
ماذا سيبقي من سيوف القهر
والزمن المدنـس بالخطايا غـير ألوان البلاء
ماذا سيبـقي من شعوب لم تعد أبدا تفرق
بين بيت للصـلاة.. وبين وكـر للبغـاء
النـجمة السوداء ألقت نارها فوق النخيل
فغـاب ضوء الشـمس.. جف العشب
واختنقت عيون الماء
ماتت من الصمت الطويل خيولنا الخرساء
وعلي بقايا مجدها المصـلـوب ترتع نجمة سوداء
فالعجز يحصد بالردي أشجارنا الخضراء
لا شيء يبدو الآن بين ربوعنـا
غير الشــتات.. وفرقـة الأبناء
والدهر يرسم
صورة العجز المهين لأمة
خرجت من التاريخ
واندفعت تهرول كالقطيع إلي حمي الأعداء..
في عينها اختلطت
دماء النـاس والأيـام والأشـياء
سكنت كهوف الضعف
واسترخت علي الأوهام
ما عادت تري الموتي من الأحياء
كـهانـها يترنـحون علي دروب العجز
ينتفضون بين اليأس والإعيـاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق