الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

دمرداشيات

دمرداشيات


الحاجزالنفسى و التربص

Posted: 11 Dec 2012 11:14 AM PST


الحاجز النفسى و التربص

أن المتابع الجيد للأحوال السياسية و ممارستها من الرموز و القوى و الكوادر السياسية داخل مصر خلال العقود الثلاثة المنصرمة يلحظ دون عناء أن المسيطر و المهيمن على المشهد هو الحزب الوطنى و ما عاداه عبارة عن قوى سياسية كرتونية لأستكمال الديكور الشكلى للديمقراطية و الواقع هو ديكتاتورية فاسدة متعفنة عاجزة لا تتعامل مع مجموع الشعب المصرى و نخبته إلا بالأرهاب المنظم و البلطجة و التزوير فحتى  التيار السياسى المحاصر المعدوم معنوياً داخل أطار من الريبة و الشك التى أحيط بها من أدوات النظام و أنا أعنى هنا الأخوان المسلمين حينما ظنوا فى مطلع التسعينات من القرن الماضى و مع كارثة الزلزال أن بمقدورهم أن ينخرطوا فى المجتمع و يساعدوا و ينقذوا و يقدموا ما لديهم من خلال ما يتمتعون به من تنظيم كان عودة المخلوع على الفور من رحلة له فى الخارج و أجتماعه بحزبه العاجز سياسياً و بالتالى عاجز عن أدارة الأزمات الطارئة و الكيل لكل من فيه بأقزع الألفاظ فى المقر المحترق على ضفة النيل الأن حرصاً منه على أن لا يشارك الأخوان المسلمين أو غيرهم فى عمل سياسى أو أجتماعى يراه حكراً على سلطته و حزبه و بالتالى فإن الخبرة العملية السياسية عند جميع شركاء الثورة على أرض الواقع تكاد تكون شبه منعدمه و أن تواجدت فإنها ستكون على مستوى فردى لدخول بعضهم مجلس الشعب سابقاً و أحراز أماكن سياسية برلمانية متقدمة كما فى حالة رئيس الجمهورية حالياً علاوة على أن العمل المجتمعى و التطوعى لن يكون إلا عند الأخوان المسلمين لوجود ذلك فى أجندتهم التنظيمية و نستطيع أن نخلص من ذلك بأن الأخوان المسلمين بعد الثورة وصلوا إلى المجالس النيابية و رئاسة الجمهورية بما كان بجعبتهم من سابقة خبرات مجتمعية مع لفظهم و رفضهم من النظام البائد و قياداته كما أنهم مرفوضون من القوى الليبرالية و العلمانية المتعايشة و المتسلقه على جدران النظام السابق و أن أشتركت فى الثورة عليه إلا أنها أقلية بالمقارنة بالأخوان المسلمين فما بالك بالتيار الأسلامى الذى يفرض نفسه على الواقع المصرى و المتدرج من أقصى يمين الحركات الأسلامية إلى أقصى اليسار . و التيار الأسلامى يقبل بقواعد الديمقراطية التى نادت بها ثورة 25 يناير معتمداً على قواعده الشعبية ذات الأغلبية أما الليبراليون و العلمانيون فيعلمون أن لا قواعد شعبية لهم أو قل أنهم أقلية و كذلك شباب الثورة الغير منتمى لهذا أو ذاك لم يخبر باللعبة السياسية من ذى قبل بل كل تاريخه فيها التعبير عما بداخله سلمياً ليس إلا قد يصرح الأخرين بأنهم يقبلون بالديمقراطية و لكنهم يدركون أن الديمقراطية لن تمنحهم ما قيموا به أنفسهم و أختاروا الطريق الذى يظنون أنه سهل ليحصلوا على المكاسب التى يرتضونها و هو الطعن فى الشرعية بعد أنتهاج الديمقراطية سواء أن كان ذلك قانونياً أو فوضوياً بعد مسلسل من التصيد و التربص لأخطاء سيقع فيها حتماً الأخوان المسلمين مع الممارسة العملية و على الأخص الرئيس و لكن المفترض أن الأخطاء فى عالم السياسية واردة و تصحيحها مطلوب و المثابرة و المتابعة شئ عظيم من أجل المصالح العليا للبلاد مع سعى كل فصيل لتوطيد أركان قواعده الشعبية على المدى القصير و الطويل ليكسب الوطن أختلاف تنافسى و لكن الحادث الأن هو أختلاف تربصى تصيدى معرقل لمسيرة الوطن قد يكون أقرب منه إلى أن أطياف الثورة تحترق و يأكل بعضها بعض و يتيح الفرصة للنظام المحتضر أن يطل فى المشهد بسماته الأرهابية القاتله التى لا تحفظ حرمة للوطن و لا للمواطنين . و من العرض السابق لدينا مطالب لابد أن تكون فينا : -
1 - العمل السياسى قواعد تبنى و يكون لها جذور شعبية مع بناء كوادر و أكتساب خبرات .
2 - التربص و التصيد أدوات هدم للوطن واجب أستبدالهما بالتنافس البناء سواء بالأشارة إلى الأخطاء بطرق سياسية مع أستبعاد اللجوء للشارع الذى يعد مظهر نهاية المطاف لما فيه من خسائر للمصالح العليا للبلاد  و طرح البرامج البديلة المنطقية المقبولة قانونياً و دستورياً .
3 - تجاوز الحواجز النفسية لرفض الأخر جملة و تفصيلاً  و أن يترسخ فى مفاهيمنا أن لعبة السياسة أخذ و عطاء و لكل قدره و حجمه فى هذه اللعبة سواء على المستوى الداخلى أو على المستوى الخارجى .
4 - يجب أن نفهم أن العالم الحديث لن يقبل فكرة عسكرة الأنظمة التى عفى عليها الزمن و تتساقط فى عالمنا اليوم و يحل محلها الديمقراطيات كما أن كبرياء و شمم الشعب المصرى لا يقبل الأستقواء بالأجنبى أو التعامل معه فيما يخص الشأن الداخلى و يضعه فى قائمة الخيانة و أن كان التعاون و التحالف مع الأجنبى وارد فى الشأن الخارجى .
5 - أن اللعب على المسرح السياسى الأن لن يستقر إلا برؤية الشعب المصرى و أكتساب المزيد من الخبرات للاعبين فى مراكز صنع القرار  و لن يطول أنتظار ذلك لأن قدومه قريب و أننى متفائل . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق