الأحد، 2 ديسمبر 2012

دمرداشيات

دمرداشيات


صديق قديم

Posted: 01 Dec 2012 12:44 PM PST

صديق قديم 

ألتقيته على درج المسجد بعد صلاة العشاء متفرساً فى ملامح وجهى و مستدعى ذاكرته و أنا لفت أنتباهى حاله و رحت أستدعى من الذاكرة شخصه و ما أن مرت برهة من الزمن حتى أنطلقت الكلمات من بين شفتى فى دهشة محمد جبر و بادلنى هو أيضاً محمد صلاح و كان بيده صغيرة جميلة رقيقة حسنة المظهر و لم تتجاوز الأعوام الأربعة و قدمها لى 
قائلاً : - صغيرتى خديجة و سرنا معاً إلى محل صديقنا محمد عبد الحميد الذى يمارس التجارة فى محل ورثه عن والده و وضع فى أعلى أحد حوائطه شاشة تليفزيون ليتابع الأحداث و يتفاعل مع الأعلام أثناء تواجده فى المحل و ما أن دخلنا و سلمنا على صديقنا حتى شاهدنا منظر مظاهرات التحرير الرافضة للأعلان الدستورى للرئيس فسألنى جبر 
قائلاً : - ما رأيك فى هذه المظاهرات ؟
فقلت : - أن هذا هو الزبدالذى سيذهب جفاء أما الدستور و مؤسسات الدولة الراسخة بعد أقتلاع الفساد منها فإن ذلك ما سيمكث فى الأرض لأنه سينفع الناس و طوال أجابتى له 

كنت أنظر إليه مبتسماً لأن أخر عهدى به منذ قرابة أثنان و أربعون عاماً كان صديقى المثقف الأجتماعى النشط و كان لديه فى بيته مكتبة كبيرة للكتب تحتوى كتب لكارل ماركس الجزء الأول و الجزء الثانى و أعمال أدبية لأدباء روس و قد قرأت عنده بعض كتابات دياستوفيسكى و أستمعت أثناء القراءة لأسطوانات البيك آب لتشو فيسكى و موزارت و شوبان و بيتهوفن فقد كان أباه أحد رجال الأتحاد الأشتراكى و هو من شباب مصر الأشتراكى و أراه اليوم معى فى المسجد و طليق اللحيه و حالقاً للشراب و أقول فى نفسى سبحان الله سبحان المتغير و لا يتغير .
فقال : - لى لن يكون إلا شرع الله و أمر الله فى أرض الكنانة فصدقت على كلامه
قائلاً : - نعم سيكون ذلك و الديمقراطية التى تفعل رأى الأغلبية تنطق بذلك .
فقاطعنى حازماً جازماً كعادته بأسلوب شخصيته التى تمرست على الخطابة و القيادة
قائلاً : - لا تقول ديمقراطية لأن الديمقراطية كفر بل قل حرية أسلامية . و هنا أرسترجعت شخصيته و المقولات و الأسس التى تبنى عليها الأراء فسألته
قائلاً : - ما هى الأسس التى عندك الأن لأخوض معك الحديث و تبادل الرأى ؟
فقال : - خذ عندك
* الديمقراطية كفر لأنها رأى الأغلبية تحت سقف من الحريات المطلقة فإذا أجتمعت الأغلبية على رذيلة أو أمر فاضح من وجهة نظر الشريعة الأسلامية فإنها ستقر و تكون مبدأ مجتمعى فى شعب من المفترض أن تاريخه عربى يرفض النقائص و يتحلى بالفضائل و هويته أسلامية يجب عدم التفريط فيها لما هو أقل منها أو دونها فى الفكر و المبدأ .
* أقامة الشريعة على البلاد و العباد يكون بيد أهل حل و عقد مشهود لهم بالأسلام و بالإيمان و التقوى و العلم و يتخذ الرأى و القرار فيما يخص البلاد و العباد بالشورى بينهم و تجوز مشورة العوام و كل المشورات تحت سقف الشرائع المستمدة من القرآن و الكريم و السنة النبوية المطهرة .
* لقد كان فى المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم منافقين مردوا عل النفاق و كذلك بننا الأن أمثالهم فى النخبة و الأعلام فقد دلسوا علينا فى السابق و قالوا أن الأشتراكية فى الأسلام و بعد أن قرأت تيقنت أنه لا أشتراكية فى الأسلام بل هنا تكافل فى الأسلام كالزكاة المفروضة ( و خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها ) و الأن يقولون أن الليبرالية فى الأسلام ليلبسوا علينا ديننا و الحقيقة أن الدين عند الله الأسلام و من يبتغى غير الأسلام دينناً فلن يقبل منه و من لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الفاسقون الظالمون الكافرون .
فقلت : - على ما يبدو لى أنك أصبحت سلفى .
فقال : - أعتقد أن غالبية المجتمع المصرى سلفى أن لم يعلن أو يشعر فضغيرتى هذه أن جلست لتأكل معها ستقول لك سمى الله و ستقول لككل بيدكاليمين أليس هذا من هدى السلف ؟ ثم أن معظم المصريين يصلون أليس هذا نهج سلفى ؟
و هنا أستأذنت لبعض شئونى و تدور فى رأسى التصورات عن البلاد فالغلبية تريد البلاد بصورة عقائدية و الأقلية تريد البلاد بمحاكة غربية و فساد بائد يريد عودة المرتع لسلوكياته الجهنمية فنحن فى حاجة إلى المقاربة و الثقة بالأخر و علاج الفاسد أو بتره و تقبل حكم الأغلبية مع رفع الضرر إذا وقع على الأقلية بسرعة قبل أن تستغل أو تصل إلى صدامات مخزية لتاريخ مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق