الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

دمرداشيات

دمرداشيات


حضارة الفرجة و الوعى

Posted: 18 Dec 2012 03:46 AM PST


حضارة الفرجة و الوعى

أنها جملة دسمة عميقة المعنى و المحتوى و الدلالة ذيل بها الأستاذ الكبير فهمى هويدى مقاله المعنون بالصراع فى زمن الفرجة << إن المأزق الحقيقى لزمن الفرجة أنه يقدم السمع و البصر على العقل ، الذى أخشى أن يضمر و يتراجع دوره بمضى الوقت ــ ربنا يستر! >> و لكننى أحب أن أطمأنه بالوقائع و الأرقام  لأننا فى مصر قد يكون لكل منا نجمه المحبب المفضل سواء فى الغناء و الطرب أو الفن أو الرياضة و الشخصيات العامة و الفكرية و الأدبية و العلمية و رموز المجتمع و لكن هذا يصعب دمجه و أستخدامه بوسائل الأعلام سواء أن كانت صحافة أو تليفزيون و أذاعة لتوجيه سياسى أو ما يمس المصلحة العامة أو الخاصة للمصريين و أن أنطلى ذلك على المتابعين خارج مصر فالمتابع للأنتخابات و الأستفتاءات فى مصر يلاحظ أن أنتخابات رئاسة الجمهورية أعطت مؤشر بأن محافظات القاهرة و الأسكندرية و الغربية و الشرقية و الدقهلية و جنوب سيناء لا ترغب فى الرئيس مرسى و كما ذكرت مراكز المتابعة لدى رئاسة الجمهورية أن الأعلام التلفزيونى الخاص عمل ضد أقرار الدستور بنسبة 92% من أدائة معتمداً على تأثير الفرجة فى المتلقى أو المشاهد كما أن الأعلام الحكومى عمل بنسبة 70% ضد أقرار الدستور أيضاً و بنفس أسلوب القنوات التليفزيونية الخاصة و كانت نتائج المرحلة الأولى للأستفتاء أن الغربية و القاهرة كانتا ضد أقرار الدستور و الشرقية و الدقهلية و جنوب سيناء مع أقرار الدستور بنسب فاقت نسبة نجاح الرئيس و هذا يدعونا إلى القراءة و التحليل و نستخلص بعض النقاط : -
1 -  أن أسلوب الفرجة فى تشكيل العقل و الأدراك و الوجدان و هيئة القرار المتخذ لدى المصرى لا تأثير لها لأنها خلال مدة لا تزيد عن خمسة شهور لم تستطيع أن تحافظ على حالة القرار بوضعه الذى كان ، هذا علاوة على أنها تسعى إلى التأثير فى الأتجاه المعاكس و لكنها فشلت رغم كثافة العمل و تجويد الأداء .
2 - قرار المواطن المصرى نابع من الأقتناع و المحافظة على المكاسب لأن محافظة القاهرة لا تريد فى أقل الأحوال إلا حياتها العلمانية و فى أعلاها متركز فيها المستفيدين من النظام البائد فهم لا يريدون تغيير  يعتقدون أنه قد يسلبهم مكتساباتهم و محافظة الغربية كذلك التى  تتربح من تواجد المد الصوفى فيها و تخشى على مكاسبها المادية أما محافظة جنوب سيناء فإنها قرأت خلال الخمس شهور المنصرمة عنوانين الأول أن الأستقرار ينشط السياحة و الثانى أن الدولة بمؤسساتها القوية كالجيش و الشرطة تفرض الأمن و الأمان الذى سيجلب لها المزيد من الأستثمارات و بالتالى كان القرار الموافقة على أقرار الدستور و كأن التليفزيونات تم رميها على الشواطئ الممتدة حول المحافظة و لم يشاهدها أحد كما حدث فى تونس و كذلك الأمر فى محافظتى الشرقية و الدقهلية كانت الرؤية هى الصالح العام و الصالح الخاص و الأنتقال إلى مرحلة أكثر ديناميكية من مرحلة الجمود التى نعيشها .
3 - أن فشل التليفزيون فى فرض ما يريد أو ما خطط له هذا يدعوه إلى أن يعيد النظر فى نفسه ليحافظ على وجوده و  تقديم ما هو مفروض و مطلوب للتواصل مع المصرى الذكى بفطرته و أن يدير كل فعالياته بأسلوب غير أسلوب الفرجة و يتحول إلى أسلوب أعمال العقل و أحترام عقل و وعى متلقيه و مشاهديه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق