الجمعة، 11 يناير 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


ما قبل التعليم

Posted: 10 Jan 2013 11:36 AM PST


ما قبل التعليم


أن الجرائم التى أرتكبتها الأنظمة البائدة فى مصر الفساد و السرقة و الرشوة و المحسوبية و تدهور كل مؤسسات الدولة فى الأداء و العمل و الأنتاج و من أعظم الجرائم الفوضى مقترنة بسوء الأخلاق فمن المهازل اليوم أن نجد قصير القامة عقيم الفكر متدنى المستوى التعليمى متواضع فى الهيئة الأجتماعية يتطاول على القامات ثرية الفكر راقية فى المستويات التعليمية ذات مكانة أجتماعية عالمية و يمطرها بوابل من البذاءات و السباب و الشتائم و إذا ما سألت ما هذا ؟ قيل لك حرية تعبير و حرية رأى و لكن هذا بعينه فقدان المجتمع لقدسية الأشياء و الأعتراف بقيمة و قدر المكنونات فيه .
و بالتالى هنا سؤال جد مهم ترى كيف يجلس الطالب بين يدى معلمه يتلقى العلم و يستوعب ما أنتهت إليه معارف أستاذه حتى يبنى عليها و يبدع و يطور حتى نستطيع أن ندلول بدلونا فى مستويات و مؤشرات التعليم العالمية و هو مطبوع بسمة مجتمع فوضوى لا أخلاقى ؟
و أذكر مواقف لمعلم لى جليل كنا نذهب إليه ليعلمنا فكان يعاملنا معاملة أولاده يجد فى عرض ما لديه و إذا ما أحس أن الملل يتسرب إلى نفوسنا كان يرغب إلى الفكاهة ثم يعود إلى المادة العلمية و إذا عدنا إلى الملل قام ليحضر لنا السودانى و الكيك و يتجاذب معنا أطراف الحديث ليوجهنا إلى الأصوب فيما هو عدا المادة العلمية و ذات يوم عرض عليه أحد زملائنا الأثرياء أن يذهب إليه ليدرس له بمفرده 
فقال : - أتريد أن أترك باقى أولادى و زملائك دون أن يعلمهم أحد 
فقال : - زميلنا فليأتوا جميعهم معك عندى 
فقال : - الأستاذ كلمات مازلت ترن فى أذنى حتى اليوم مع طول السنوات التى مرت أسمع يا بنى أن العلم يؤتى إليه فى أذعان و طلب مع أدب جم دون فخر أو خيلاء أو تعالى بالمال و لا يذهب إلى من لا يريد أن يطلبه فلو سقيتك العلم بملعقة بالطريقة التى تطلبه بها فلا نفع أو فائدة ترجى من هذا العلم و لن أجيبك إلى ما تطلب و لن أطردك من حضرة علمى و لكن تذكر يجب عليك الطاعة و الأدب حتى أشعر أننى أديت أمانة التعليم فى محلها لأن أمانة التعليم هى نهج الأنبياء و الرسل ترقى و تنهض و تحضر البشر إلى مستوى أفضل و بلا أخلاق فهى وبال و دمار عليهم و لا نفع من ورائها .
و عند تحديد أطار العملية التعليمية و توزيع مسؤلياتها نجد أن 60% يقع على عاتق طالب العلم نفسه بداية من أخلاقياته و سلوكياته و رغبته فى العملية التعليمية و الفروقالفردية التى يتمتع بها فى التعاطى مع العملية التعليمية و 20% تقع على أولياء أمور طلاب العلم فى توفير الجو النفسى و التحفيزى و التوجيه السليم و الأنفاق المادى و 10% يقع فى كتاب المادة العلمية و أسلوب عرض المعلومات و طريقة مخاطبة حواس التلقى عند الطالب و 10% تقع على المدرس الذى هو بمثابة المدير الفنى للعملية التعليمية فى أختصاصه و الذى يعول عليه فى أقبال الطالب على المادة العلمية .
خلاصة ما أريد أن أخلص إليه قبل التعليم و الأهتمام بالمعلم أننا نفتقد إلى الأخلاق و الجو العام لعملية تعليمية سليمة يقودها معلم حصل على كل حقوقه و ذللت له كل الصعاب حتى ننهض بالتعليم و من ثُمْ نطمح إلى أن يشارإلينا فى مستويات تعليمية عالمية و يكون لدينا أسس نهضة علمية تحمل على أعناقها بلد عظيم و مصر تستحق ذلك و ليست أقل من أن تحصل عليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق