الأحد، 20 يناير 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


ما بعد التجريف

Posted: 19 Jan 2013 04:44 AM PST


ما بعد التجريف

أن عموم الأنظمة العربية جرفت البلاد فلا مستوى تعليمى عالمى و لا مستوى وعى ثقافى راقى و تدنى فى الرعاية الصحية و غبن فى النصيب الحقيقى من الدخل القومى كما أن هيئة الأسكان مزرية غير صحية و لا تلائم الحياة الآدمية و هذا لا شعورياً ينعكس على الحالة النفسية و قد ينتقل إلى مظاهر سلوكية لا يريدها الحكام و لذا فهم عمدوا إلى صناعة الفرجة و ترسيخ مفاهيمها و أعتناقها كفكر أصيل لدى الشعوب  حتى تمتص غضبهم و ثورتهم و عموم الشعوب مغيبة إلا النذر اليسير من مفكريها المخلصين الذين يدركون أن الأمتاع العقلى و الفكرى أكثر نفعاً و جدوى من الألهاء الحسى الذى يبهج الأحاسيس و المشاعر وقتياً لأن الأمتاع العقلى و الفكرى يتولد عنه نمط جديد متطور راقى من مناهج و أساليب الحياة تنقل المجتمعات نقلة نوعية و تصنع حضارة أما الأمتاع الحسى الذى يقصد المشاعر فإنما هو ضرورى إذا ما كان واحة راحة من سلسلة عمل جاد منتج نافع بناء و لكن حينما يكون لصناعة ملهاة كبرى تخدر و تخدع الشعوب فإنه غش و تدليس يمارس على أعلى المستويات فى الدولة و المجتمعات .
و هنا نستطيع أن نقول أن الغناء المحكم الصنعة أبتداء من خامة الصوت المختارة بعناية و الكلمات الراقية المهذبه المعبرة التى ترسم لوحة أبداعية و الموسيقى المجسدة للكلمات و المخرجة لأمكانيات الصوت البشرى و العازفين على الألات الموسيقية الجيدين و المسرح و ديكوره و أضائته و الخدع الألكترونية فى النهاية يكون عمل محكم الأدراة و التنفيذ و صورة جيدة لنجاح عمل يمتع متلقى و يغسل شئ من همومه و متاعبه اليومية و لكنه ليس كل شئ فى حياة المجتمع و بناء الدول و نفس الشئ ينطبق على كرة القدم التى يختار فيها المواهب و أمكانياتهم الصحية و تنمى فى أطار عمل جماعى من أحمال و لياقة و سرعة و تنفيذ خطط لعب و أدارة فنية و رعاية مالية و أدارية و لكن مردود هذه الرياضة ليس إلا نموذج لنجاح عمل جماعى أو دعائى أعلانى أو ملهاة قمار .
أما الذى يجب أن يكون راسخ كفكر و قيمة و أنفع للأشخاص و المجتمعات و الدول و أساسى نتاج العقل و الفكر و الأبداع العلمى و التكنولوجى أما ملهاة الترفيه و الفرجة شئ ثانوى مطلوب فى أوقات متفاوته و ليس بألحاح و قديماً قال شاعر مرهف الحس ثاقب النظرة إلى مستقبل الأمم << بالعلم و المال يبنى الناس ملكهم لا يبنى ملك على جهل و أقلال >> و لذا وجب علينا إذا ما أردنا بناء ملك و حضارة أن نهتم بالعلم و المفكرين و نعلى شأنهم فى مجتمعاتنا و هذا ليس لينالوا حقهم فحسب بل ليكونوا قدوة للأجيال القادمة و ليضيفوا إلى الأباء فى علو البناء و يرشد الأنفاق على كل جوانب الحياة و لا يهدر المال على الملهاة فقط و تكون صنعة الفرجة ذات نفع مزدوج الأول الترفيه و الثانى التحفيز لأعمال طاقات البناء و التقدم و بعد أن سبحت طويلاً بالكلمات أين نحن الأن من صنعة الفرجة و التحكم فيها من الحكومات العربية ؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق