الأحد، 2 يونيو 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


أنها بداية

Posted: 01 Jun 2013 04:13 AM PDT

أنها بداية

قد يتجنى الكثيرون و يدعون أن الثورة ضاعت و لم يحدث تغيير بالمرة و أن أهدافها لم يتحقق منه شئ على الأطلاق و المناخ العام تجاذب و تضاد و محاولات على أوسع مدى للتفشيل و وقف مسيرة الثورة و البلاد و لكى نكون منصفين فتعالوا بموضوعية و حقائق نرصد : -
- لقد كانت مصر فيما سبق متقوقعة على نفسها يسمسر فسدتها بفرص الأستثمار فيها و لا تطرق أبواب و لا تتواصل مع المجتمع الدولى و لا تحاول فى شئ طوال ما يزيد عن ربع قرن ؛ و أول سلطة حقيقية فى مصر بعد الثورة و فى أقل من عام كان هناك شئ جديد أحب أن أسميه سياسة طرق الأبواب المتاحة و الأبواب الجديدة و قد كان التواصل مع أوربا الشريك التقليدى و لما كانت شراكته لا تفى بكل المطلوب فقد كانت زيارات الصين بتجديد و تحفيز و زيارات لم تكن مدرجة فى سياسات مصر الخارجية و تعد الأولى منذ عقود طويلة أو الأولى على الأطلاق كما كان فى زيارات باكستان و الهند و تركيا و البرازيل و قد كان لهذه الزيارات نتائج إيجابية منظورة على المدى القريب و متوقعة على المدى البعيد .
- بالرغم من كل الخروج عن الشرعية و القيام بأعمال منافية للقانون متشبث أصحابها بأنهم ثوريين و الثورة فى حد ذاتها خروج عن الشرعية و القانون و يتغافلون عن أنهم ليسوا عموم الشعب و أنهم قلة و هنا يدخلون فى خانة مرتكبى الجنح و الجرائم إلا أن التعامل الأمنى معهم فيه حلم و أناة مع المقدرة و الأقتدار بدليل أنه حينما تحول الخروج عن الشرعية للمساس بكبرياء و سيادة الوطن بخطف جنوده كان هناك العمل الناجح المؤسسى الجماعى لردع الخارجين و الحفاظ على كبرياء و هيبة الوطن و قد عاصرت فيما مضى أطلاق نيران على طائرة هليكوبتر تحمل 27 من ظباط الشرطة يمشطون سيناء لتتبع جرائم المخدرات و لولا مهارة و حنكة الطيار لفقد الجميع حياتهم و وقع بينهم أصابات كسر لليد و الأرجل لقفزهم من الطائرة عند أقترابها المترنح من الأرض و لم ينشر الخبر و لم تتخذ أجراءات و لا هيبة للدولة .
- فيما مضى كان رغيف الخبز من قمح مستورد قد تطوله مياه البحر أثناء النقل فيتعفن أو أن القمح أصلاً مهجن جينياً و مسرطن و الخبز و التوزيع يعانى من منظومة سرقة و فساد و بالعامية رغيف الخبز يكره الله لقاءه و الأن أجد رغيف خبز فى رائحته عبق خبز جدتى لأن فيه قمح بلادى و نسعى إلى الأكتفاء و بالتالى الأستقلال بالقرار السياسى عندما يكون طعامنا من فأسنا .
- فى التعامل مع المشكلات الأستراتيجية التى تواجه البلاد هناك تواصل و أتصال من مؤسسات الدولة مع الجهات المعنية و لا يجمد النشاط و نمارس سلوكيات النعامة و نترك المشاكل تتضخم و نفعل سياسة الممكن القريب بأكبر درجة من المفروض و قد كان فيما سبق تترك المشكلات لتتضخم و تتعقد و تدخل دائرة صعوبات الحلول و الكم الأكبر من الخسائر التى كان من الممكن تلاشيها .
- و من منطلق أن مصر قيمة و قامة عربية و أقليمية و أن مصر لكل المصريين و ليست لفصيل دون باقى فصائل الدولة ؛ طرحت فكرة عقد الدورة الرابعة و العشرين فى مصر بعد ثورة 25 يناير لم يكن هناك شك فى أن مصر الجديدة سترحب به سياسياً ، لكن المشكلة الأساسية التى شغلت منظميه كانت أن معظم الناشطين من القوميين العرب كانوا ممنوعين من دخول البلد ، و أسماؤهم مخزنة فى أجهزة الكمبيوتر بالمطارات . و لذلك لم يكن مطلوباً فقط أن يرحب سياسياً بعقد المؤتمر ، و لكن كان مطلوبا أيضا أن يسمح للمدرجة أسماؤهم على القوائم السوداء بالدخول ، و تم رفع الأسماء الممنوعة من الدخول من على القوائم .
و مؤتمر القوميين يهتم بأساليب و طرق رأب الصدوع العربية للوصول إلى كيان عربى موحد مستقل و أنعقاده فى مصر قد يتطرق إلى علاقات القوميين المصريين بالأسلاميين فى مصر و لأن المؤتمر كان و مازال يعانى من نبذ معظم الأنظمة العربية فإن قوته و قدرته محدودة علاوة على أن الأستقطاب فى مصر بلغ ذروته فمن العسير عليه أن يقدم حلول أو وجهات نظر ؛ إلا أن السلطة فى مصر التى بدأت الأمساك بزمام التغيير و هى القادرة وحدها على تقريب و جهات النظر و رأب الصدوع و الأقناع و لا ننسى أننا مازلنا فى بداية الطريق و التغيير أمر واقع يتحقق يوماً بعد يوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق