الأربعاء، 5 يونيو 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


الأوضاع تختلف

Posted: 04 Jun 2013 01:09 PM PDT

الأوضاع تختلف

نعم أن الطائفية المذهبية تطل برأسها فى كل أرجاء العالم  العربى و حتماً أن صراعاتها ذات أبعاد و نتائج سلبية تؤدى فى نهاية المطاف إلى أضعاف و تشرزم الأمة و تمكن القاصى و الدانى منها و من مقدراتها و ثرواتها و موقعها الأستراتيجى العالمى .
و لكن الأوضاع الطائفية السياسية فى سوريا و لبنان تختلف عنها فى العراق و البحرين على سبيل المثال
ففى سوريا و لبنان كانت البداية ظالمة مجحفة من سوريا بالتدخل فى شئون لبنان الدولة ذات السيادة لخلق وضع متميز لطائفة مذهبية موالية سياسياً فى حين أن دستور لبنان يعطى لكل طائفة حقها و وضعها فى السلطة و الممارسات السياسية و الحريات و ما كان هذا التدخل بصورة هينة بل بأحتلال عسكرى دام لسنوات و كنت شاهد بالصدفة على أحداث طرابلس الشرق ( لبنان ) حينما كنت فى أحد مستشفيات طرابلس الغرب ( ليبيا ) أمضى فترة نقاهة بعد جراحة حتمية أجريت لى و أستأذنت أدارة المستشفى منى أن يلتحق بغرفتى شاب لبنانى أنتهى لتوه من جراحة أيضاً فرحبت و حينما دخل هذا الشاب غرفتى كان واقع تحت تأثير مخدر الجراحة و لا أستطيع أن أبوح بكل ما قاله بصدق و كأنه راوى مسرح بارع فى الأداء يجسد الأحداث بالزفرات و العبرات و الصراخ و العويل و الصياح و الهدوء و الثورة و كل ما يتخيله متلقى يستولى على كل مشاعره و أحاسيسه و يستقبل منه صورة أجتياح الجيش السورى بدباباته لطرابلس الشرق و شركات أبناء غصن للمقاولات السنية التى كان رفيق غرفتى أحد أبناؤها و راح يسب الشيعة الذين أستعانوا بجيوش لقهر السنة فى لبنان ؛ أذاً وضع حزب الله مشتبك مع وضع النظام السورى سياسياً و عسكرياً و طائفياً و مذهبياً و مصيرهما واحد و أستخدامهما للعنف و توقع العنف المضاد فى الحسابات و ما يحدث الأن منطقى و متفهم خلفياته و نهاياته سواء فى سوريا أو لبنان , أما الوضع فى العراق و البحرين فهو تأجيج مفتعل بأيادى خارجية ينجر فيه متعصبين مخدوعين من الطوائف المذهبية بغرض خلق وضع هش يحقق مكاسب لمستفيدين حينما نبحث عنهم نجدهم بسهولة و أعتقد أنه حجم و طفأ لهيب أشتعاله بتدخل قوات درع الجزيرة فى البحرين أما العراق فإن الزراعة أمريكية أستزافية لثروات العراق النفطية تحتاج إلى وطنيين مخلصين أشداء أقوياء لرأب الصدوع و لم شمل العراق الأشم المغوار دائماً على مر العصور و التاريخ و أننى أعتقد أن العراق لم يعقم عن أنجاب أشاوس و صناديد يحملون ألوية توحيد هذا البلد العزيز علينا الذى ورط منذ مطلع ثمانينات القرن الماضى و إلى الأن فى مؤامرات متتالية لمجرد أنه غنى لديه ثروات و يملك أعلى معدلات أحتياطيات النفط عالمياً .
أن معاركنا فى العالم العربى لن يخمد وطيس لهبها سواء على الصعيد الطائفى المذهبى أو الإيديولوجى الذى يبحث عن الهوية و التاريخ و القومية مادام فينا مطامع و يترقب لنا بالمرصاد طامع و أننا أن شاء الله منتصرون فى نهاية المضمار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق