الخميس، 20 يونيو 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


قضاه قضوا علينا

Posted: 19 Jun 2013 02:40 AM PDT

قضاة قضوا علينا

إذا ما سألنا لماذا نحتاج إلى وجود قاضى أو منصة قضاء أو قانون ؟ فإن أبسط أجابة تكون أقامة العدل و أقامة العدل فى حد ذاته ليس هدف بل المقصود هو ما وراء العدل ألا و هو أشاعة الأمن و الأمان و الوئام و كبح جماح الجريمة و الحقد و الضغينة و أن يسود السلام عموم المجتمع هذا إذا كنا عقلانيين أما إذا كنا لاهوتيين فإن أقامة العدل تعد عبادة يتقرب بها إلى الخالق الذى حرم الظلم على نفسه و جعله محرم بين خلقه .
و أكم من قضايا متشابهات الوقائع و الحيثيات و الأدلة و القرائن و تعرض على منصات قضاء مختلفة و تخرج الأحكام أيضاً مختلفة متباينة العقوبات و قد تصل إلى البراءات و حينما تتملكنا الحيرة من عدم تساوى الأحكام و أختلاف منطوقها يشار إلينا بالعودة إلى حيثيات الحكم لنجد أن القاضى أستند إلى المادة كذا و عليه أصدر الحكم و لرؤيته الخاصة حكم بأقصى العقوبة و قاضى أخر حكم بأدنى العقوبة لرؤيته الخاصة أيضاً و قاضى ثالث حكم بالبراءة لبطلان الأجراءات و قاضى رابع حكم بحكم مغاير لأنه أستند إلى مواد مغايرة فى القانون ؛ و كل هذا يتم و القاضى لايعير أدن أهتمام لأبعاد حكمه الصادر و تبعاته على الرأى العام و قوى المجتمع التى هى بالطبيعة مختلفة و إذا قاس حكمة الصادر بتبعاته فإن النتيجة قد تكون فى الظاهر أقامة عدلاً و فى الواقع أشاعة هرج و مرج و ضرب السلم و الأمن الأجتماعى فى مقتل بل و أسقاط هيبة القضاء و التعليق على الأحكام التى دائماً ما يطالب بأحترامها و عدم التعليق عليها .
و نخلص من المشهد أن مواد القوانين المستخدمة و مغارزها و مطاطية نصوصها و كثرتها و عدم تنقيتها و تنقيحها يفتح الأبواب لتباين الأحكام و تباين رؤيتة القضية من قاضى إلى أخر حسب سريرته و أتجاهه سواء أن كان يعمل من أجل العدالة أو بوازع خاص فيه شبهة ما قد تكون سياسية أو ميل أو هوى و كل ذلك وارد لأن القضاة من البشر و ليسوا أنبياء معصومين أو ملائكة مجبولين على العدل .
و إذا نظرنا إلى متطرفين المجتمع الذين أبتلينا بهم و يقومون بأزدراء الأديان نتفق جميعاً على أدانتهم بتهمة أزداء الأديان و يجب أن يكون عقابهم موحد و واضح و محدد و لكن إذا خرجت علينا منصة قضاء بتغريم أحدهم غرامة مالية و خرجت علينا منصة أخرى بحبس الأخر بسنوات مبالغ فيها و عندما ننظر إلى حيثيات الحكم نجد أن هيئة المحكمة فندت كل أزدراء على حدة و قاسته على مادة فى القانون لتجمع عدد كبير من السنوات بالسجن بدلاً من تغريم الأموال ويصدر حكمها بهذه الفجاجة فإن هذه المحكمة و قضاتها لا يقيمون عدلاً بل يشاركون فى هزلاً و يأججون الصراع و الفرقة فى المجتمع الذى تعبث به هزليات سياسية خرقاء و تضعف من مكانة الدولة فى التحرك و البناء  و الحضور الدولى و الأقليمى و هنا لا نرى فى هؤلاء القضاة غير أنهم قضاة قضوا علينا و لابد من التخلص منهم و النظر فى أليات و نصوص القوانين التى تتيح لهم مثل هذه العبثيات و الهزليات الحالكة السواد و المريرة فى آن واحد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق