الأحد، 19 يناير 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


نظرات و عبرات فى قدرى

Posted: 18 Jan 2014 05:50 AM PST

نظرات و عبرات فى قدرى

 أتذكر أول يوم دخلت فيه قاعة تدريس الأسبانية للأجانب فى ( سكويلا أوفسيال دى أديوميس ) بمدريد و كيف كان تنظر لى زميلتى الأمريكية باتريسيا و رفيقتيها الأنجليزيتان آن و كارلا و عندئذ شردت بذهنى فى كينونتى و منشأى و منبعى و قدرى فأنا مصرى من أرض كان فيها منذ مطلع التاريخ أسطورة ست الذى قتل أخاه أوزوريس و أستولى على العرش و حرم زوجته من معرفة مكان مرقد جثمانه و عندما عرفت المكان أنتزع الجسد من قبره و مزقه 42 قطعة و فرقها فى طول و عرض البلاد نعم أننى من بلاد سولت نفس حاكمها أن يقتل المواليد لمجرد رؤية رأها فى المنام على الرغم من أن هؤلاء المواليد هم عبيد السخرة فى البلاد نعم أننى من بلاد فقير أهلها ليس لهم كرامة و لاقيمة عند حكامهم  المسئولين عنهم و يهيمون على وجوههم فى الأرض من أجل لقيمات أو عيش أفضل أو حفنة من الدولارات أو الريالات أو الدراهم و لكن وجههى معبر لا يخفى معانى الأفكار و الأحوال التى تمر بذهنى فيخفف عنى جليسى على اليمين توكدن النيبالى الذى يقول لى أنه من نيبال مملكة صغيرة فقيرة سياحية يلجأ فيها بعض الأسر لبيع بناتهن إلى أصحاب الحانات و المواخير فى الهند المجاورة لتحظى باقى الأسرة بعيش أفضل و تعيش البنت حياة الشقاء و العناء لما فى الحانات و المواخير من أحوال فيها أمتهان لكرمة أنثى و قد تصاب بالإيدز فتطرد و أهلها لا يقبلوا حتى زيارتها السنوية و تموت حتى أن وجدت رعاية ضعيفة من رفيقاتها فى الهم و المصائب و تدخل صوفيا الإيرلندية الجالسة عن شمالى و تقول لى ليس كل الغرب و الأمريكيين أغنياء متغطرسين فأنا من دبلن أبنة صياد له من الأبناء 9 و جئت لتعلم الأسبانية و أعمل جليسة أطفال حتى  أغطى نفقاتى فقلت لها ألا تجدين حاجزاً بينى و بينك على الأقل من ناحية الديانة و المعتقد فقالت الحق هذا موجود عند المتعصبين و بعض الأحزاب السياسية فى الغرب و اليمينية منها على وجه الخصوص يتخذون من المعتقد الدينى عنوان لسياسيتهم كما أن الأمريكيين  لا يستطيعون تنفس الحياة بدون عدو محتمل و هذا العدو الأن و بعد الحرب الباردة الأسلام و المسلمين فتقبل الأمر بروح عملية و برهن بشخصيتك أنك جدير بالتقدير و الأحترام .

و عندما تكون مفاتيح لعبة السلطة فى مصر بيد أمريكا و الغرب و الصهاينة فلابد أن تدار أحدى حلقات العداء على الأسلام و المسلمين سواء أن كان ذلك بأيديهم أو بأيدى شركائهم و أعوانهم و حلفائهم و ما يحدث الأن فى مصر أقصاء و تهميش و أزاحة كاملة كنقطة بداية لمن يمثل التيار الأسلامى فى مصر و من بعد الأجهاز الكامل على الأسلام نفسه و ما حماس إلا ممثل للأسلام محاصر منذ مدة أرهق الصهاينة فلابد لهم من عون  و هذا العون مطلوب من هؤلاء الذين نجحوا فى مصر فعندما تصرح السلطات الحالية أنها فى طريقها لتفشيل حماس و من بعد أزاحتها و الأنقضاض عليها فإن الباقى فى الحلقة الأخيرة هو تغييب الأسلام نهائياً عن مصر و جوارها .

و يبقى السؤال هل سيمضى المخطط قدماً إلى النهاية حتى يصل أعداء الأسلام إلى المرام و المبتغى ؟
أعتقد أن الضغوط المستمرة تولد مضادات قد تنفجر فجأة فى وجه الضاغطين و تذهب بهم إلى أودية سحيقة كما ذهب الذين من قبلهم المعتدين على الدين لأن ذكر الله محفوظ من عند الله و ليس من عند الذاكرين المستهدفين الأن سواء فى مصر أو حماس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق