الأربعاء، 29 يناير 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


البخيل قاطع الطريق

Posted: 28 Jan 2014 12:43 PM PST

البخيل قاطع الطريق

كان يا ما كان فى سالف العصر و الأوان بخيل مصرى قاطع طريق يحيا فى بيداء جدباء لا كلأ فيها و لا ماء و كان يقطع الطريق على كل من راح و جاء و عنده جمل صبور يضربه بالسوط و يقدم له النذر النذير من الكلأ و الشعير و بعض الماء و يشق عليه فى العمل و الترحال و ذات يوم و الجمل يحمل صاحبه الشرير و متاعة و يمضى فى دروبه و شعابه أشرأب عنقه و رأى بعينه واحة غناء على بعد خلف الصخور الصماء فأصابه الذهول و الهوس و الشرود و راح يهمس فى نفسه أحقاً ما أرى جداول ماء تنساب فى أرض عشب و جنات فيحاء أم أننى أتوهم  وعد و ميعاد بعد الصبر و الموت و لكنه أفاق على سوط صاحبه ليشير له بأن ينخ و يقعد و ينزل من ظهره المتاع و الطعام و الشراب ويستريح من عناء التجوال حتى يعود لما كان عليه من ترحال و لكن صاحبه أنصرف إلى نفسه أولاً فى الطعام و الشراب و الراحة و النوم و ترك الجمل فى العقال فما كان من الجمل إلا أن أستجمع قوته التى فى جسده الهزيل من الجوع الذليل و أنفلت من العقال و راح يركض صوب الواحة التى رأها ففزع صاحبه و راح يهرول خلفه صائحاً متوعداً يفرقع بسوطه فى الهواء و لحقه فى داخل الواحة و بين أهلها و عمارها من الأبل و الجياد و الحمير و الأبقار و الغنم و أهلها فى تعجب من معاملة هذا الرجل لجمله لأن طبائعهم سمحة لما لديهم من خير وفير و حسن تعامل و خلق جميل فنبههم سيد أسفارهم أنه قاطع الطريق المصرى البخيل
فقالوا : - و لما لا نعلمه ما يجب من تنزيه للبشر و حسن تعامل مع الأبل فخاف المصرى البخيل قاطع الطريق أن يأخذوه بسابق جرائمة فى حقهم على الطريق و لكن سيدهم الحكيم هدأ من روعه و
قال : - له يا بنى  لا تخف و لتعلم ما هرب منك هذا الجمل الهزيل الذليل إلا لسؤء خلقك و جفاء معاملتك فإن أطعمته و سقيته و لم تشق عليه فى عمل كان لك محب طائع و لكنك أنت الذى أجبرته على ما فعله فصاح الهمجى الشرير و لكنه جملى أشتريته بحر مالى و لى أن أصنع به ما أشاء
فقال : - الحكيم أن تنصاع للنصح و تنتظر و تصبر على ما تريد من حسن ثمر و نتاج و إلا  فإننا سنأخذك بصنائعك التى كانت و لنا الحق و عليك الجرم فلما رأى قاطع الطريق الشرير كثرة عدد أهل الواحة و أيقن أنه هالك لا محالة أنصاع لما أشار به الحكيم فصلح شأنه و شأن الجمل و أتسق العمل و ذهب سوء المسلك و الخلق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق