الخميس، 9 يناير 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


الدولة و اللا دولة

Posted: 08 Jan 2014 06:21 AM PST

الدولة و اللا دولة

حينما نقول دولة فإننا نعنى مؤسسات تدافع عن الأمن و السلم العام للمواطنين من عدو محتمل خارجى أو فاسد متواجد داخلى يترصد بالوطن و المواطنين ؛ ثم نجد هذه المؤسسات تقدم جميع الخدمات الأساسية للمواطن ليعيش و يمارس حياة متحضرة راقية واعدة بالتطوير و الرقى المستمر .

و حينما نقول لا دولة فإن على الأنسان أو الأسرة أو الرهط أو القبيلة أو أى جماعة بشرية يجمعها وشائج أنسانية أن تقيم نفسها ذاتياً و توفر لنفسها ما تستطيع من سبل العيش و الحفاظ على الحياة و قد يكون النظر إلى التطور و الرقى بعيد شيئاً ما .

و عندما ننظر إلى مصر فإننا نزعم أننا فى دولة و واقع الحال جنود يقتلون على الحدود و لا نعرف القاتل و لا يحدد ليس لعجز فى الأستدلال أو الأستبان و البحث بل لأوضاع و ظروف غامضة ؛ و مواطنون يقتلون بدم بارد فى الشوارع و الميادين على يد الشرطة و الجيش بدون محاكمات أو حتى جرائم ترتقى فيها العقوبة إلى الأعدام بالجزم المؤكد و أخرون يعتقلون بجرم و بغير جرم و ينكل بهم فى تجاهل تام لأنسانيتهم و مواثيق حقوق الأنسان التى وقعت عليها مصر و هنا يبقى السؤال حائر فى الذهن و معلق فى الحلق هل مصر دولة يحفظ فيها للمواطن الأمن و السلم العام الداخلى و الخارجى ؟

و عندما يطرح فى الأسواق سلع و أغذية غير صالحة للأستهلاك الأدمى و يتسمم المصريون من مياة الشرب و غياب الرعاية الصحية فهنا أيضاً الدهشة المستنكرة تسأل هل فى مصر مؤسسات تعمل للخدمة الأساسية التى يجب أن تقدم للمواطن و إذا علقت هذه المؤسسات خدمتها للمواطن على أنه رفض التبرع أو عجز عنه لأنه فقير فهل المصرى فى دولة أم أنه ينتمى إلى اللا دولة ؟

أن القابضين على السلطة فى مصر بسطوة و قوة السلاح يظنون فى أنفسهم أنهم يقودون دولة و لكنهم لا يقومون بأى أعباء لصاينة دولة سواء فى الأمن و السلم العام أو سير و أنتظام مؤسسات دولة بالشكل الذى يوفر الحد الأدنى من الأداء علاوة على الرفض العارم العام الذى كان منذ ستة أشهر و مستمر حتى الأن  لتسلطهم و سلطتهم فهنا نستطيع أن نقول بالفم الممتلأ أننا نحيا فى  اللا دولة التى يحكمها اللا قانون و يسيرها سطوة و عنف القوة و السلاح و مصيره إلى زوال لأن زوال مصر الدولة مستحيل و لكن زوال الفشلة هو الأولى و الأسبق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق