الخميس، 2 يناير 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


خواطر و دراسات

Posted: 01 Jan 2014 06:10 AM PST

خواطر و دراسات

أن الكيانات الراسخة المستمرة فى النمو و المتطورة لا تأتى محض صدفة أو مجرد هباء عشوائى تجمع ثم كانت بل أنها تأتى ببرامج و خطط أساسية و أن لم يكن فخطط بديلة مع وجود التصور الأمثل أن أمكن تطبيقه و التنفيذ يكون  بدقة و حرفية و زخم من الفعاليات الجادة البناءة التى تحترم جميع الأطراف الأنسانية الموجودة على الساحة و تستحوذ على رضاها لتمتص جميع طاقاتها لصالح الكيان .

أما الكيانات التى لا تستمر فإن عوامل زوالها موجود فى داخل تواجدها و خروجها لحيز الوجود لأنها بالأساس  مبنية على خواطر شاردة وأفكار عابرة لا يوجد فيها تخطيط و يغلب عليها التسلط و الأنا و لا تقيم للأنسان أعتبارات أو حسابات مع أنه مكمن طاقة حياتها و وجودها و تعبث به حتى يمتعض و يجض و يسخط فإذا أبدى الغضب أو الثورة فلا رجعة إلا بأنهيار الكيان وتلاشيه لأن الأنسان هو السواد الأعظم فى الكيانات و لا يستأصل بالكلية بل تبقى منه بقية لترقص على كل الأشلاء .

و فى الحالة العربية التى تحمل أسم الربيع العربى فإننا نجد أن جميع النظم الحاكمة و التى تعاقبت بعد الأستقلال العسكرى الشكلى عن المستعمر فاقدة الأهلية للحفاظ على كيانات عربية سواء أن كانت دول منفصلة أو مجموعة عربية و هذا منعكس بوضوح على تطلعات و طموحات الشارع العربى الذى ما ينفك إلا و يعلن أستهجانه من عروبته و شخصيته العربية الممتهنة و التى يلحقها العار فى قضاياها القومية و تعانى أشد المعاناة على الرغم من الثراء الرقمى للعرب و من العجب العجاب أن تجد أن المعاناة الأقتصادية موجودة فى الدول العربية التى يفترض أنها من كبريات الدول المصدرة للنفط فى العالم فعلى سبيل الذكر لا الحصر إذا نظرنا إلى القبيلة التى ينحدر منها مانع سعيد العتيبة فى السعودية نجدها قبيلة تعيش شظف العيش و تبحث عن الطحين للخبز و إذا نظرنا إلى الكويت نجدنا أمام البدون و هلم جرة و لايسعنا المقام للتعديد و الذكر والحصر كما أن المشكلات الأجتماعية و منها العنوسة فى أوساط الشباب وعدم المقدرة على الأقدام على الزواج و أرتفاع سن الزواج فى عموم المجتمعات العربية جعل الشباب و هنا أذكر الشباب لأن الأمة العربية أمة فتية الشباب فيها مكون عالى النسبة لا يحظى بما يستحق و لا ما يشبع تطلاعاته فالغضب و الربيع العربى  نتيجة منطقية و أستمراه سمة حتمية لأن زخم الشباب فيه يمنحه الحياة و الأستمرارية  بل و بلوغ هدفه المنشود أو المتطلع إليه و لأن الفكر و الثقافة و الهوية و الأرتباط العرقى بين كل العرب ثابت و متين و تجده على المستوى الشعبى فى أجلى صوره عما هو بين الأنظمة و الحكومات و التطور فى التلاقى عبر وسائط العصر الحديث التى هى أسرع من البرق و ذهب عصر الحل و الترحال و اللقاء و الفراق فإن تفاعل الشباب العربى مع بعضه البعض واقع ومتطور و مثمر ومؤثر فلن يخبو ربيع العرب بل سيشملهم جميعاً أن عاجلاً أو أجلاً و لا نتسرع فى الحكم بزوال هذا الربيع لأنه تحول فكرى أجتماعى ينشد الأستقلال الكلى و الجزئى عن مستعمر العرب التقليدى و التغيرات الأجتماعية و أن واجهة عثرات إلا أنها تحدث بالأصرار الثورى ذو المرجعية الفكرية الراسخة .

مكانك مش هنا يا شهيد | سهيل فتحي

Posted: 01 Jan 2014 05:07 AM PST




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق