الثلاثاء، 13 مايو 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


المصريون و الدولة

Posted: 12 May 2014 02:33 AM PDT

المصريون و الدولة

المصريون يعيشون فى حالة رفض و ثورة على الدولة و الأوضاع العامة فى البلاد و إذا سألنا عن الأسباب نجدها فى أدارة العقليات العسكرية للبلاد طوال ستة عقود و مازالوا متمسكين بأنهم الأصلح و الأفضل لقيادة البلاد و الشواهد تقول أنهم الأردء والأسوء فى أدارة البلاد و مؤسستهم العسكرية نفسها فالدولة جرفت و تدنت مستويات الأقتصاد و التعليم والصحة و الخدمات الأساسية و أدارة موارد الدولة و عجزوا عن تطوير البلاد و نقلها نقلة نوعية مستحقة لتاريخ مصر و أمكانياتها و كل ذلك يكمن فى أن الدولة عبارة عن مؤسسة واحدة مهيمنة على جميع المؤسسات أى أن المؤسسة العسكرية هى الدولة و الدولة هى المؤسسة العسكرية و عند تصنيف المؤسسة العسكرية المصرية عالمياً نجدها لديها عجز كبير مرعب فى أنها لا تنتج سلاحها بل تستورده من الذى يفرض عليها و على الدولة المصرية بالتبعية شروط مجحفة لقدر و قيمة مصر .

و اليوم بمصر شعب يتطلع للدول التى قد تكون قدوة أو مثال فى النجاح ومصرليست أقل من ذلك و الباحث فى شئون الدول أول ما يصطدم ؛ يصطدم بحقيقة أن الدول المتحضرة و المتطورة و الراقية عبارة عن مؤسسات متعاونة متضامنة لمصلحة عليا هى الدولة سواء أن كانت شعب أو تراب وطن و ليست مؤسسة واحدة طالها الفساد و شكلت جذور عميقة فى الدولة لتنهكها و تجعلها دائماً فى حالة تردى و أنبطاح ؛
 بل أن الأعجب فى مؤسسات الدول المتحضرة أن تجد على رأس المؤسسة العسكرية أمرأة تحمل شهادة فى الطب و عندما تستفسر عن ذلك تجد نفسك أما تصنيف علمى مقنع يفرق بين القدرة الأدارية المكتسبة من التحصيل الدراسى علاوة على تكوين الشخصية الفطرى المتمتع بالقيادة و بين الكفاءة التنفيذية لرجل عسكرى و الفصل واضح بين القيادة الأدارية و بين الهيكل التنفيذى و القرار لا يكون نابع منهما بل تجده نابع من برلمان منتخب بأصوات الشعب أو فى الحالات القصوى الأضطرارية و الضرورية لصاحب السلطة المنتخب أيضاً و يسأل إذا ما أخطأ و فى مؤسسات أخرى أقتصادية تجد على رأسها شخصيات تمتلك موهبة فطرية تسويقية قيادية و تحت أدارتها شخصيات تحمل مؤهلات عليا قد لا تكون حاصلة عليها و لكن المقياس هو النجاح الأقتصادى .

أن أسلوب التفكير و أختيار النمط العلمى السليم الذى يقود إلى الطريق الصحيح مازالا مفتقدان فى مصر المؤسسة الواحدة و لن تراوح مصر مكانها بين الأمم إلا بتغيير شامل فى التفكير و التطبيق و توزيع المسؤليات فى جو عام من الأمن و السلام الأجتماعى الذى لا تكفله إلا العدالة الأجتماعية التى تراعى كرامة و كبرياء الأنسان المصرى أولاً و قبل كل مصلحة أو منفعة أو هيمنة أوسيطرة و مازال أمامنا طريق طول حتى نرى مصر التى نحب و نتمنى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق