الثلاثاء، 27 مايو 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


أنسان و مواطن

Posted: 26 May 2014 04:24 AM PDT

أنسان و مواطن

ما بين المثاليات و الواقع ؛ و ما بين المعقول و اللامعقول ؛ و ما بين المقبول و اللامقبول  نعيش المفارقات و المتناقضات و نفجع فى موازين و معاير العدل و الحق و ما هو واجب و ما هو مرفوض .
و عندما أخلد إلى مكنون أعتقادى و فكرى و أسأل ما هو الأنسان و ما الذى له و ما الذى عليه أجدنى فى البداية مع قيمة الأنسان كما ورد فى كتاب الله العلى العظيم القرآن الكريم  ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ( 70 ) .
يخبر تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كما قال ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) [ التين 4 ] أي يمشي قائما منتصبا على رجليه ويأكل بيديه وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا يفقه بذلك كله وينتفع به ويفرق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدنيوية والدينية .   
و قد روى الحاكم في المستدرك عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: خلق الله أربعة أشياء بيده: العرش وجنات عدن، وآدم، والقلم ـ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد .
فالمثالى أن الأنسان الذى هو أبن آدم عليه السلام مخلوق مكرم نصاً و فعلاً من خالقه سبحانه و تعالى بما حباه أياه من التشريف و التكريم ما لم يعطيه لكثير من المخلوقات الأخرى
والواقع أننا نرى بأم أعيننا و نسمع بأذاننا خروقات و أنتهكات لأبن آدم على يد من يعتقد أنه أخوه فى الأنسانية و من نفس بلده كما هو حادث فى مصر لكل من الصحفى عبد الله الشامى و محمد سلطان و المبرر ما هو يا ترى ؟ هل لأنهما لا ينتميان إلى الأنسان ؟ و من يحدد ذلك ؟ آلقانون الذى به عوار و وضعه شرزمة تفصل على هواها ما يحفظ لها مصالحها و أمتيازاتيها أم رجال جيش و شرطة يسفكون الدماء فى الشوارع و الميادين بغير حق شرع فى أى قانون أو دين و لا أدانة واضحة جازمة قاطعة للمقتولين أم لجان حقوقية تشكل وقتياً للتغطية على جرائم أم منظمات حقوقية محلية أو عالمية لا تملك غير البيانات و التصريحات و الأعلانات ؟
و يتطرق إل ذهنى سؤال أخر من هو المواطن المصرى ؟ و ما تطرق هذا السؤال إلا لأننى أرى البعض يخلع هذه الصفة على شريحة و ينزعها من شريحة أخرى و يصف فلان بأنه مواطن مصرى و الأخر أنه لا يستحق أن يكون مواطن مصرى و يجب أن تنزع منه جنسيته أو يتخلى عنها  . و حقيقة الأمر أن المتسلطين على السلطة فى مصر و لا يريدون بقاء من ينازعهم أو يتداول معهم هذه السلطة أو حتى يناقشهم الصحيح من الخطأ يتعمدون كل أسلوب و كل فعل و كل نشاط لتهميش و أقصاء و نفى لهؤلاء الأحرار الذى ولدوا على أرض مصر و يتطلعون إلى الأفضل و الأحسن بما لديهم من ثقافات و معرفة و رؤية .

و يبقى لنا البحث عن طريق لتطبيق المثاليات و المعقول و المقبول فى وجه الواقع المرير الأليم و اللامعقول الفج و اللامقبول المشين الجاثم على مصر فى أيامنا الحالية و حالاتنا الأنية التى تعانى من جور و ظلم و عسف دكتاتورية القمع البوليسية العسكرية التى تريد لمصر الكفر و الفسوق و الألحاد و الأرتداد عن موكب البشرية إلى الحرية و الديمقراطية و التطور الحضارى الذى يضع الأنسان فى مكانة قريبة من مكانته المستحقة و التى منحها له الله تعالى و ليس منة و لا نعمة يمتلكها أحد لأحد فبدعوة الله أدعوكم إلى الحفاظ على الأنسانية كما يجب أن يحافظ عليها و تكريمها كما هى مكرمة منذ الأزل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق