الأربعاء، 14 مايو 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


ثبت فى يقينى

Posted: 13 May 2014 02:36 PM PDT

ثبت فى يقينى

منذ أربعة أشهر وقع فى يدى كتاب يتكلم عن أستحداث أسس جديدة و قواعد لدراسة علم الأجتماع تخص الأسلام السياسى لأن القواعد العامة لدراسة علم الأجتماع لا تشبع الدارسين و العلماء فى فهم المجتمعات الأسلامية و ممارسة السياسية فيها ؛ و هذا بدورة دفعنى إلى الأطلاع السريع على الحركات الأسلامية التى أفضى نشاطها فى النهاية إلى قيام دول فى عصرنا الحديث ذات طابع يمكن وصفه بالأسلامى .
# فعند أطلاعى على المجد فى تاريخ نجد وجدت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التى يصر فيها مؤرخين جزيرة العرب على وصفها بدعوة مجددة لنهج السلف من أهل السنة و الجماعة و يرفضون رفضاً قطعيا بتسميتها بالحركة الوهابية لأن هذه الحركة كانت حركة رافضة على المذهب الأباضى فى شمال أفريقيا قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المدعمة بسلطة السياسية و المال من آل سعود و كانت تتخذ صورة منهج سيدنا أبو بكر الصديق مع من يخالف السنة و الجماعة بالدعوة فإن لم يستجيبوا فالقتال حتى وصلوا كربلاء و تمكنوا من جزيرة العرب و قضى عليهم أبراهيم باشا و أنتهت الدولة السعودية الأولى ثم كانت لهم عودة مع الملك عبد العزيز آل سعود و مستمرين إلى يومنا هذا بخليط من السياسية و المال و الدعوة .
# و من بعد كانت الدولة الأسلامية الإيرانية القائمة على فكر و عقيدة دينية رسختها الحوذة العلمية بقم فى نفوس و عقول قاعدة عريضة من الشباب و كان الأمام الخموينى زعيم هذا النضال الطويل الذى أطاح بالأمبراطور و أمبراطوريته و قوته و أعدم سلاح الطيران الموالى له و أنشأ حرس ثورى مازال يقود دفة البلاد إلى يومنا هذا و يحمى طموحات العرق الفارسى فى أستعادة مجده و تاريخة و مواجهته التقليدية للغرب .
# ثم حركة الأخوان المسلمين العالمية التى تتخذ من العمل الدعوى ترسيخ و أنتشار و أمتهان السياسة وسيلة للوصول لسدة الأمر فقد تمكنت فى ماليزيا و أبلت بلاء حسناً و ثبتت أركان حضورها فى المشهد السياسى بنجاحاتها الأقتصادية التى تهم الأنسان على وجه العموم سواء المسلم أو غير المسلم ؛ و فى تركيا كان لها درب طويل عبر من عدنان مندريس إلى أربكان و الأن فى يدى أردوغان و جول و بدأت تركيا العلمانية تؤيد الأخوان المسلمين لنجاح أدارتهم و تنشيطهم للأقتصاد و لكنهم مازالوا يصارعون و طريقهم ليس بالسهل ؛ و فى السودان فٌشًلوا و فشلوا بمكائد ومؤمرات أستعمارية ؛ و فى تونس فى بدايات ألتماس الطريق بخطى حذرة مستوعبين التركيبة الأجتماعية التونسية و المحيط الخاجى المتربص ؛ أما فى البوسنه و الهرسك و كوسوفا فإنهم كارت سياسى مكن لهم قيام دول تحت أدارتهم فى وسط أوربا الملتهب بين شرقها و غربها وناجاحهم مرهون بالسياسية و يعانون أقتصادياً و بقائهم فى الحكم يعول على أستمرار الصراع البارد بين الغرب و روسيا ؛ أما فى سوريا فإنهم يعاملون بدموية و أقصاء طاغية و صمودهم فى النهاية سيمكن لهم و لكنهم ليسوا وحدهم على الساحة بل معهم أطياف كثيرة ؛ و فى مصر فهم أعتادوا السجون و التعذيب و لا يحولون عن مبادئهم و أفكارهم وزاد فى ذلك قتلهم فى الشوارع و الميادين .
# و كان للقاعدة و طالبان دولة قامت على أسس فكر دينى و قوة عسكرية دحرت الأتحاد السوفيتى بعد 23 عام قتال ضارى بل و فككت الأتحاد السوفيتى و جعلت منه دب من ورق و أستمرت الدولة عامان ذات سيادة و معترف بها دولياً و لكن كان لقوات التحالف و على رأسها أمريكا رأى أخر و لكن هذا الرأى فى طريقة للتراجع نهاية 2014 و أجمع المحللون على عودة دولة طالبان مرة أخرى إلى أفغانستان بعد الرحيل الكامل لقوات التحالف بفترة وجيزة .

و بعد الأطلاع و البحث ثبت فى يقينى أن جميع الحركات الأسلامية الناشطة على الساحة فى عالمنا المعاصر منذ مطلع القرن التاسع عشر و إلى يومنا هذا يفضى حراكها فى نهاية المشوار و الدرب مهما كان هناك عثرات إلى قيام دولة ذات طابع أسلامى لم يكن متعارف عليه من قبل بين دول العالم الحديث فمن يقول أنه سيقضى على حركة أسلامية أو يقوض نشاطها فلنا عنده أسئلة هل أنت أقوى و أقدر و أذكى من الأتحاد السوفيتى الذى كان أو قوات التحالف التى قادتها أمريكا إلى أفغانستان ؟ هل بيدك زمام مسرح الأحداث السياسية و العسكرية و أكثر حنكة من الدولة العثمانية و محمد على باشا و أبنة بالتبنى أبراهيم باشا و جيشة القوى الذى دخل الدرعية و قضى على الدولة السعودية الأولى و ها هى السعودية اليوم تعطيك و تدعمك ؟ هل لديك قدرة على ممارسة السياسية و بلورة الأحداث و تطوير و بناء الأقتصاد كما حدث فى ماليزيا و تركيا ؟ و هنا ينتهى الكلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق