الثلاثاء، 20 مايو 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


صدام و حرب

Posted: 19 May 2014 04:19 AM PDT

صدام و حرب

على ما يبدو أن فكرة صدام الحضارات مبرمج لها و مخطط لخطواتها حتى يعيش المجتمع الأنسانى على كوكب الأرض فى نزعات تحيط بمجتمعات بعينها حتى تعيش حالة الضعف و الوهن الأستراتيجى فلا تدخل فى منافسة مع أساطين عالم اليوم و يمتد أجلها بعض الوقت فى التربع على القمة مع أن سنة الأشياء أنها تصعد إلى أعلى المنحنى ثم تأخذ فى الهبوط رويداً رويداً و بزوغ قوة جديدة تأخذ طريقها إلى قمة المنحنى .

و ما أن أنتهت الحرب الباردة بين الدب الورقى الروسى و الغرب بزعامة أمريكا حتى تم الأعلان عن عدو جديد ستكون الحرب عليه لأنه أشد خطراً و كان هذا العدو هو الأسلام حيثما كان و أينما تمكن و يحتمل أن يقود قاطرة العالم الأسلامى الذى سيعود مرة أخرى كقاطرة للمجتمع البشرى .

و اذا ما أخذنا بعين الأعتبار نظرية صراع الحضارات و الحرب على الأسلام و مفتاح التطور الأقتصادى الذى يدفع لتحريك المجتمعات البشرية نحو التأييد و تكوين ظهير قوى للأنظمة فأننا سنجد ذلك أخذ منحاه مع الهندوس فى الهند الذين وصلوا إلى قمة السلطة اليوم و يمكن التأثير على خطواتهم فى الأداء السياسى لقلة خبرتهم و بمحرك أقتصادى لتحجيم تجمع بشرى أسلامى هو الثانى على مستوى العالم و قد يجد دعم لوجستى من باكستان و أفغانستان المجاورتان و بالتالى يصل الغرب إلى تفجير شبه القارة الهندية التى هى شبه قارة فتية تنطلق نحو العالمية و تشهد تطورات أقتصادية قد تمكنها من تصدر المشهد العالمى فى نهايات هذا القرن و تسحب البساط من تحت أقدام الأمم العجوز كالصين و أوربا و حتى يمكنها سحب البساط من تحت أقدام أمريكا لعراقة الحضارة الهندية بالمقارنة للحضارة الأمريكية الوليدة و التى يشوبها الكثير من عوامل الهدم الداخلى التى تتراكم تأثيراتها و لابد أن يظهر أثارها يوماً و قد تكون الأثار أنهيار مفاجأ قبل الأمد المتوقع .

و الذى دعانى إلى وضع فكرة صراع الحضارات و الحرب على الأسلام موضع القبول فى الموضوع الهندى هو ما قادته مادلين أولبريت فى جنوب شرق أسيا من ضربات متلاحقة فى بورصات هذه النمور الأسياوية الصاعدة و ألحقت ضرر كبير بأندونيسيا الدولة الأولى أسلامياً من حيث تعداد السكان و لم تبرأ منها تايلاند حتى يومنا هذا .

و لا يبقى لى إلا أن أتمنى للشعب الهندى الصديق بجميع أطيافه و أعراقه و عقائدة أن يعمل لصالح الأمة الهندية التى دخلت النادى النووى و تتقدم صناعيا و أن لا ينجر نحو مستنقع الطائفية المقيته التى تهدم الأمم و تعرقل مسيراتها ؛ كما أتمنى أن تقوم رؤس الأموال الأسلامية  بتعضدد الأقليات الأسلامية فى الهند ببرامج أقتصادية ناجحة تصب فى رفع مستويات المسلمين المعيشية و الأقتصادية مما تجعلهم مساهم إيجابى فى أطار المنظومة الهندية الأم و يرسخون للتعايش السلمى بين جميع الطوائف و يتجاوزون المؤمرات التى تحيق ببلادهم و بهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق