الخميس، 22 مايو 2014

دمرداشيات

دمرداشيات


ما بين الوعى و الفرجة

Posted: 21 May 2014 03:11 AM PDT

ما بين الوعى و الفرجة

فى أول مرة لى أرى فيها مجموعة من الشباب الأوربى كانت فى بهو فندق عقب تناول العشاء و كانوا على مقربة من مكان جلوسى و عمدوا أن يشركونى نشاطهم الذى بدأ بفتح خرائط تفصيلية لما وضعوه لأنفسهم من برنامج زيارات و كانت أسئلتهم لى دائماً على الوقت التقريبى الذى سيقطع من مكان لأخر سواء بالحافلة أو سيراً على الأقدام و يقسمون برنامجهم على أيام الزيارة ( و حديث نفسى لنفسى يخططون و يبرمجون و يحسبون و يناقشون فى قضاء أجازة و الأستمتاع بها والأستفادة بأوقاتها ؟ ) و تجاذبت الحديث مع أقرب شاب متسائلاً لماذا تريدون معرفة الوقت التقريبى سواء سيراً أو فى حافلة ؟ فكانت أجابته لنحدد عدد الأماكن التى سنزورها كل يوم و هناك شئ أخر مهم هو الأوقات التى ستكون فى الحافلات و الأستجمام و الأستمتاع بالشمس ستكون أوقات قراءة . فقلت له وماذا تقرأ ؟ قال لى قراءات متنوعة ما بين تاريخ أماكن الزيارات و كتابات لكاتب يسارى تتوافق كتاباته مع ما أعتقده من أيديولوجية . فقلت له أتقرأ فقط و لا تشاهد سينما أو تليفزيون فأبتسم و قال مشاهدة التليفزيون قد تكون مرض بغير هدف و لكننى أشاهد ما أريد الأطلاع عليه سواء من برامج تليفزيونية أو أفلام سينمائية . فقلت له أوليس كل البرامج التليفزيونية أو الأفلام السينمائية تصلح للمشاهدة ؟ فقال لى إذا كنت من هؤلاء المخدوعين الذين يهدرون الأوقات تحت تأثير جذب الميديا فستجدنى ملازم للتلفزيون مثلاً أو للسينما أو للمسرح أو حتى كبعضهم الذين يدمنون قراءة الصحف أما إذا كنت من الباحثين مع التوائم و الأستزادة بما أعتقده أنه الأفضل فستجدنى ملازم لمجموعتى من الكتاب و المفكرين و الأدباء و مقدمى البرامج و الفنانين الذين يعملون فى نصوص محددة بعينها تخدم ثقافة محددة و فكر محدد . و هنا أدركت أننى لست أمام شاب فى العقد الثانى من العمر و لم يصل بعد إلى الثلاثينات و لكننى أمام واعى يعرف طريقه و ماذا يريده و كيف يطور نفسه و يرتقى فى هذا الطريق و صعب التأثير عليه و جذبه و أقناعه بطريق أخر إلا إذا كانت هناك أسباب وجيهة و حجج قوية واضحة جلية . و قدر لى من بعد أن أزور أوربا و لاحظت خلال تحركاتى فى المدن مستخدماً المترو أو الأتوبيس أو الجلوس فى المسطحات الخضراء فلاحظت سلوك القراءة عند الكبار و محاولات الحل الفردى أو الجماعى عند الأطفال  لشئ شبيه بالكلمات المتقاطعة يستجلب من ذاكرة الطقل معلومات ثقافية .

وعدت إلى بر مصر المحروسة لأجد زملاء العمل يتناقشون فى ما عرض من مسلسلات الأمس و أفلام النجم الفلانى و أراء المذيع العلانى مع الضيف الترتانى و قراءاتهم لا تتعدى منشيتات الصحف و ثقافتهم سمعية و فكرهم أنقيادى لمعظم ما يتلقوه أو يتأثروا به لأنهم يحبون الشخص الفلانى و يكرهون الشخص العلانى ومصالحهم المادية لا تتوائم مع هؤلاء و تتماشى مع أولئك
و هنا أدركت شئ جدير بالملاحظة أننا فى مصر و بنسبة كبيرة منخفض عندنا الوعى تتغلب المصالح على المبادئ يمكن بسهولة أن ننقاد فى طيات موجات ثقافة الفرجة و الثقافة السمعية المبنية على كلمة قالوا و من هؤلاء الذين قالوا ؟ لا نتحسس أو نتلمس المهم أنهم قالوا و هذا يفتح الباب على مصرعيه للدولة القائمة على نظام أمنى مخابراتى أن تحاول عن طريق ثقافة الفرجة أن تشكل قوام رأى و فكر عام و أدواتها فى ذلك الأعلام الذى يطلب منه فى الغالب التخلى عن المهنية الأعلامية و خاصة فى رموزه التى يقاس لها كريزما أو تأثير أو أقبال و تستهدف شرائح قابلة للأملاء الفكرى و الثقافى و تجد الأعلامى يستسيغ أسلوب الأملاء و أن أستخدم ألفاظ نابية لا ترفع من قيمة السلوك الحضارى للمتلقى الذى يجب أن يكون من أهداف الأعلام الهادف و هنا لا تسألنى عن مؤسسات الدولة أو مهنية الأعلام أو الأعلامى إذا ما قبل على نفسه هذه الأحوال و الأوضاع سواء للتربح أو تحت ضغط التورط و كونه أداة ليس إلا .

و رؤيتى الخاصة لقصة هذا الشاب الذى أتعسه ذكاؤه و جعله نهب لمن هم أقوى منه و أشد سطوة و حولوا أحلام حياته لتكون بأيديهم و ليس كما يرغب أو يحب . فأمريكا هى سيدة مصر و عبد الله عاصم محمد الشهير بالمخترع الصغير من الأهداف التى تستهدفها أمريكا للأقتناء و أثرائها كدولة فما أن تأمر الدولة المصرية المخابراتية فأنها تنفذ سياسية الطرد و من جهة أخرى تقوم أمريكا بسياسة الجذب و تقع الضحية فى شباك الصياد فالشرطة و الأعلام أدوات ليس إلا لخدمة سادة أكبر و لا نقول غير لا حول و قوة إلا بالله العلى العظيم و ما قدر الله كان و ما لم يقدر فلن يكن و أعاننا الله و أعان المخترع الصغير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق