الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


الفردية و المؤسسية

Posted: 09 Dec 2013 04:53 AM PST

الفردية و المؤسسية

الفردية هى نظام تحكم فى الدول التى تعانى الدكتاتورية و التخلف و الرجعية و دائماً تكون فى وضع أقتصادى يرثى له و أوضاع سياسية دنيا و أوضاع أجتماعية تبعث على الشفقة لما ينتشر فى المجتمع من كم  هائل من المشاكل التى صلبها فقر مادى و هيكلها  عوار سلوكى مجتمعى متفشى بين طوائف المجتمع  وكل ذلك مرجعه  إلى أن الفرد يتحكم فى كل شئ و مهما بلغت قدرة و أمكانية و عبقرية الفرد فلن تكون مجارية أو موازية لمجموعة عقول بشرية تتفاعل مع بعضها البعض بصدد كل أزمة أو حدث أو حديث لتثمر فى النهاية أفضل ما عندها و تضع كل الأحتمالات الممكنة سواء أن كان  الأحتمال الأمثل أو الأحتمال المثالى أو الأحتمالى البديل ؛ و تكون نكبة الدول إذا كانت تلك الفردية تعانى من هوى و قصر نظر و تتصرف بأعتبارات شخصية بعيدة كل البعد عن أعتبارات السياسة التى تراعى المصالح العامة لدولة و سلامة المواطنين و الأراضى فى أى دولة ذات سيادة .

أم المؤسسية فنجدها فى الدول المتحضرة المتطورة التى تتبع الديمقراطية و قوام المؤسسات يكون بناء تراكمى متلاشى للتجارب الفاشلة محافظ على كل ما هو ناجح بناء و حقاً يكون على رأس هذه المؤسسات رئيس منتخب بأختيار شعبى حر نزية و لديه من الصلاحيات و الفيتو الذى ينفذ قراره فوق كل المؤسسات مهما بلغت من معارضتها له و لكن لأن الرئيس فرد من الشعب وطنى حر يحب وطنه نجده لا يأتى فرداً فى عمله أو قراره بل يأتى بمؤسسة كاملة للرياسة و نادراً ما يستخدم حقه فى الفيتو و أن فعل فإنه يكون منزهاً نفسه عن الطبقية أو الحزبية مستنداً فى ذلك إلى المصالح العليا للبلاد التى تقوم على سلامة المواطنين و الأراضى و المصالح الأقتصادية فى داخل البلاد و خارجها و كذلك المصالح العسكرية .

و أننا فى مصر أو قل العالم العربى كله نستطيع أن نقول أننا متحررون حديثاً من الأستعمار العسكرى الذى كان جاثم على أراضينا و لكننا مازلنا تحت الأستعمار سواء بالتبعية الثقافية أو الموالة العسكرية أو الأسر الأقتصادى و يسهل ذلك على مستعمرنا أنظمة فردية دكتاتورية ذات رؤية قصيرة المدى محدودة الفكر مغموسة بأهواء شخصية محضة و فى ذلك أمثلة كثيرة ففى عصر السادات الذى كان يعلم تمام العلم أن دولاب الجهاز الأدارى للدولة لا يستوعب كل العمالة الشابة التى ستخرج إلى سوق العمل كما أنه و حكوماته المتعاقبة فاشلون تخطيطياً فى أستعاب هذه العملة و تجنب البطالة ومع هذا لرؤيته الشخصية يقطع العلاقات مع ليبيا و يغلق الحدود مع أن قرابة المليون مصرى وجدو حل شخصى لمشكلة البطالة بالعمل فى ليبيا ؛ و من بعده مبارك يقوم بنفس الخطأ مع العراق التى كانت يوماً ما تستوعب أكثر من سبعة ملايين مصرى ؛ و يأتى عصر الأنقلاب العسكرى ليكرر أخطاء العسكر المتوالية مع تركيا التى دعمتنا بوديعة 2 مليار و لها أستثمارات فى مصر يعمل فيها أكثر من 135 ألف مصرى و الأستثمارات قابلة للزيادة فاتحة لنا محور أقتصادى ترابطى مع القارة السمراء عبر محور الأسكندارية  جنوب أفريقيا الذى يحتاج لضخ أستثمارات لا تملكها مصر ؛ و إذا بحثنا نجد أمثلة كثيرة .

و الخلاصة أننا أمة ضحكت من جهلها الأمم لا تدرى ما تريد و لا تعرف ما هو الهدف و لا تهتدى لطريق سوى للعيش بين الأمم كما تزعم أنها ذات حضارة يوماً ما و جميع أمورنا منطلقة من قصة شبيهة بقصة حرب البسوس التى أندلعت أربعين عاماً على سبب شخصى تافه لا يراعى مصالع عامة أو كيان جماعة بشرية أما أصحاب دول المؤسسات الحرة الديمقراطية المتقدمة و المتطورة تعرف أين يخط سن القلم بمداده و ماذا يكتب قبل أن يتحرك رؤساؤها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق