الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


لا نفى و لا أثبات

Posted: 17 Dec 2013 11:12 AM PST

لا نفى و لا أثبات

ثوابت عالم السياسية الدولية تبادل المصالح و المنافع و الأقوى يفرض و الضعيف يرضخ ويرضى و إلا تعرض لأوخم العواقب .
كما أن الشواهد المؤكدة تفيد بأن الكيان الصهيونى والعرب المعتدلين فى قارب واحد يحميه و يرعاه الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية .

و حينما تقرر الولايات المتحدة الأمريكية أنتهاج الحلول السياسية بدلاً من الحلول العسكرية خارج الديار الأمريكية نجدنا نرى مؤتمر جنيف و تقارب أمريكى غربى من جهة مع إيران من جهة أخرى فمن البديهى  و الطبيعى أن نرى من يتمتع بالحماية الأمريكية يسير فى الركب و لا يخرج عن نسق الراعى الأكبر و رؤيته و ما يهندسه و يدبره لمنطقة الشرق الأوسط كما أن إيران بحساب المكسب و الخسارة فإنها لن تجد أعظم من ذلك فرصة لتخرج من نطاق العقوبات الأقتصادية و الحظر وعرقلة مشاريعها التنموية  و تمتعها بوضعها الأقليمى المستحق تاريخياً و يتماشى مع ما لديها من قوى عسكرية و سياسية و أقتصادية و تأثيرها فى دول منطقة الشرق الأوسط بداية من البحرين و الأمارات مروراً بسوريا و العراق و لبنان و اليمن و يفتع باب أستثمار دول الخليج بصورة أكبر فى إيران التى تحظى بأستثمارات خليجية أكبر من مصر العربية.

و لولا تشابك تركيا حدودياً مع سوريا و العراق و إيران و تأثرها و تأثيرها فى عموم المشهد العسكرى و الأقتصادى والسياسى والتكوين العرقى لشعوب تلك المنطقة لتم أستبعادها من تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديد ؛ وبطبيعة الحال تخرج مصر خالية الوفاض مستبعدة لأنها مستهلكة و كارت حرق عبر سنين أتفاقية سلام وفت أغراضها .

و تبقى القضية الفلسطينية قضية الفلسطينيين بالدرجة الأولى الذين شق صفهم و أستنزف جهدهم و شوهت عقائدهم بالنسبة لحل القضية و بعدهم بمسافات تشكل القضية للعرب أهمية ما و بنفس الوتيرة تصبح قضية المسلمين  و لأن الأهتمام يكون تصعيدى على أساس من قاعدة قوية راسخة متماسكة فهى مفتتة فى القاعدة الفلسطينية و أكثر تفتت فى محورها العربى ونصل إلى المحور الأسلامى فتكون فى أخر الأولويات و الإيرانيين من العالم الأسلامى الذى يأتى فى نهاية قاطرة الأهتمام بالقضية الفلسطينية فحينما تدرج القضية الفلسطينية فى خضم التفاعلات السياسية و المكاسب و المخاسر التى تلوح للسياسى الإيرانى على الصعيد القومى الإيرانى فإن الجلوس والأتفاق مع الصهاينى ضمناً فى الأتفاق مع الأمريكان و الغرب يكون شئ منطقى ومقبول .

كما أن جلوس المعتدلين العرب ( السعوديين ) مع الصهاينة تقتضيه المصلحة و خاصة أن أمريكا فى طريقها للأستغناء عن الخليج نفطياً وتبقى المشاكل المعلقة سواء سياسياً أو عسكرياً يحاول الخليج فى طليعته السعودية رسم سياسية توازنات تبقى عليهم بين فكى الرحى الصهيونى الفارسى .

أما المارد الأصفر الصينى الذى خرج  ليتعملق فى عالم اليوم ما كان ليترك أى منطقة فى العالم يمكن أن تؤثر من قريب أو بعيد على مصالحه فهو حاضر بقوة فى الخليج العربى ( الخليج الفارسى ) فى أى فعاليات سياسية أو أقتصادية أو نفطية .

و يجدر بنا أن نقول لأى موقف فى عالم السياسية يحتمل النفى و الأثبات فى آن واحد وفقاً لمعايير المصالح و المكاسب و المخاسر ؛ أما الذى يحتمل النفى و الأثبات فهو عالم الأخلاق و المبادئ و السياسية من يوم أن ولدت لم يعرف لها أخلاق أو مبادئ بل مصالح و مصالح فقط .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق