الاثنين، 30 ديسمبر 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


خرقاء حمقاء

Posted: 29 Dec 2013 01:36 PM PST

خرقاء حمقاء

أنه مطلع ثمانينات القرن الماضى عندما كنت فى أواسط العشرينات من عمرى أعانق و ألثم بغداد العروبة و الأصالة مع بعض أصحابى العراقيين عبد الحسين و خلوف و أحمد و أبوحمزة نجوب شوارع بغداد بين مقهى النخيل فى السعدون أستمع إلى كلمات رصينه عميقة المعنى تجسد الأحاسيس و المشاعر و تنظم فى عقود كعقود الفل و الياسمين و تلحن على عود لنطرب مع شرب أستكانات الشاى الذى يصب فى طبق الأستكانة ليبرد و يدعونى الأصحاب إلى مطاعم و مشارب أبى نواس على شاطئ دجلة شاهد التاريخ و الحضارة لنختار سمكة بنية تسبح فى مسبح أشبه بحمام سباحة صغير لتذبح وتشوى على الفحم بعد أن تشق من رأسها إلى ذيلها من جهة الظهر و من منا متدين لا يعاقر المشروبات الروحية يحتسى الرايب المذاب به بعض الملح و من يعاقر الخمور يشرب بيرة لؤلؤة أو شهر زاد و نتسامر عبر ليل طويل بهيج حتى نأتى على السمكة حتى ذيلها و عند الوداع إلى لقاء يدعونى الأصحاب إلى لقاء باكر فى قصر الثقافة لأطلع على المزيد من عروض الأدب و الفنون التى ضلع فيها أهل الرافدين و ألبى الدعوة و عند عرض سينمائى كرتونى يتجاذب أصحابى الرأى أن أشاهده أم لا حرصاً على مشاعرى و خاصة أنه عمل عراقى صرف
فقال خلوف : - أن محمد واعى مثقف فلا ضير من أن يشاهده
و قال عبد الحسين : - أن أبا القاسم (  و هى كنيتى عند أهل الشيعة من العراقيين ) خوش ( كلمة فارسية بمعنى جيد ) ولد حباب أى أننى شخص جيد يحب و يألف و لا نريد أن نخسره بعرض كرتونى .
فقلت : -  أنتم أهلى و عروبتى و لم أجد فى العرب الذين ألتقيتهم منذ وعيتى دنيتى من هم أفضل منكم و أكرم منكم فلا تخشوا شئ
و دخلنا قاعة العرض التى كان فيها قصة و حوار عن الملكة سيمراميس الحكيمة العاقلة التى أمرت ببناء حدائق بابل المعلقة و كيف أنها كان تدارى و تعامل التنين الأصفر أشارة إلى المشرق الأسيوى و كيف كانت تعامل ملكة الفراعنة الخرقاء الحمقاء المتسرعة الكاذبة فى كثير من الأحيان .
و أنتهى العرض و خرجنا للجلوس فى باحة الأستراحة ليتفرس وجهى أبو حمزة و أحمد و
 يقول : -  أبو حمزه لقد بدا على وجهك التجهم و الأسى و يرد أحمد
قائلاً : - من يصف بلدى و رأسها بالحمق و الكذب فإننى لابد أن أغضب منه و أدافع عن بلدى و أفند مزاعمه خاصة أن مصر حضارة و تاريخ و أم العروية و يدلف خلوف الدارس للأدب و اللغة العربية فى جامعة المستنصرية
قائلاً : - يا محمد أن لكل بقعة من الأرض سمة و شخصية محددة المعالم تبرز فى شخصية قاطنيها و الشخصية المصرية كما رأها كاتب الفيلم و معد حواره لا تخرج عن الحماقة و الخروق و كثير الكذب و هذا نجده فى معظم المصريين الذين يأتون إلى بغداد فيدعون الكثير و ما يصفى ملاصق لشخصياتهم القليل و لا ننزه العراق و أهله فإن أهل العراق أهل كفر و نفاق ألاههم دينارهم و قبلتهم نسائهم و يضيف عبد الحسين
قائلاً : - أى و ألاهى أهل العراق غدروا و باعوا على و دسوا السم للحسن و خانوا الحسين
فقلت : - هونوا عليكم دعونا نواصل صحبتنا الأليفة الودودة و لا يعكر صفوها فيلم كرتونى
و بعد عمر أتذكر أيامى ببغداد لأجد الشخصية المصرية و على الأخص الشخصية الأعلامية الصياحة الرداحة كما رأها الأديب العراقى الذى لم أذكر أسمه شخصية حمقاء خرقاء كثيرة الكذب و أضيف بلهاء تسئ إلى نفسها لأنها لا تعطى للتعقل و المنطق و الحق و الفضيلة فرصة حتى يتم التغريد و الترديد كالبغبغاوات على صفة حميدة و أوضاع رشيدة لا تفضى إلى جهل و جهالات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق