الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


متلازمات الثورات

Posted: 30 Dec 2013 02:54 AM PST

متلازمات الثورات

بمعايير العالم الحر و الدول المتقدمة المتطورة الديمقراطية فمصر بلد متدنى فاقد للكثير من هذه المعايير و كان معظم المراكز الأستراتيجية و التحليل السياسى يرون أن الثورة فى مصر قبل 25 يناير نار تحت الرماد و أن حدوثها و وقوع فعالياتها تحصيل حاصل و بدراسة تاريخ الثورات نجد أن كل ثورة تولد يصاحبها و يلازمها ثورة مضادة .
و أصحاب الثورة فى العموم يكونون غالبية الشعب و أبرزهم الطوائف أو الفصائل التى همشت و عانت من ويلات أضطهاد على يد النظام القائم أما الثورة المضادة فيقودها النظام القائم و المستفيدين منه على كل الأصعدة سواء كانت داخلية أو خارجية .
و عندما نرصد المشهد الأن فى مصر نجد أن الكرة للثورة المضادة الممثلة فى جوهرها بالنظام العسكرى الشمولى الدكتاتورى خلف ستار من المستفيدين و المهللين ذوى الصبغة المدنية لذر الرماد فى العيون إذا قال قائل أن هذا أنقلاب عسكرى أو ردة أو ثورة مضادة و لكن الأمور لم تجرى على ما يرام للثورة المضادة رغم قبضها بالحديد و النار على مجريات الأمور و لكن بفعاليات الرفض السلمى و تورطها فى الدماء يوشك العقال أن يفلت من أيديهم و لن يكون لهم زمام يحكمون به الأوضاع و خاصة المطالبة بالدماء و القصاص لها بعد ما تكشفت كل الحقائق و عرف الملأ من القاتل الذى يعيث فى بر مصر المحروسة بأهدار الدماء على ما غير سند أو قانون أو شرع معتبر .
و لأن جماعة الأخوان المسلمين لم تقبل بفتات يرميه لهم العسكر و يرضوا به و كانوا أكبر المتضررين و أصحاب دماء مهدورة و لا يتنازلون عن القصاص بل ذهبوا إلى القصاص الثورى لأنه ثبت لديهم أن القضاء لا يغنى و لا يسمن من جوع و يشارك فى ضياع الحقوق فكانت للثورة المضادة من جانبها ( الأنقلاب ) مسلك التعنت و الأصرار على أنكار الحقوق بل و ذهبت لأبعد من ذلك بأعلان جماعة الأخوان المسلمين جماعة أرهابية الأمر الذى رفض على مستوى المسؤلين فى كلاً من الكويت و الأردن لظروف سياسية و رفض فى أنجلترا و أمريكا و هيومن رايتس و تش لخلوه من معايير أعلان أى جماعة أو أى منظمة كجماعة أو منظمة أرهابية .
و التدابر هو سيد الموقف لأن الثورات و الثورات المضادة لا يلتقيان أبداً بل يتناحران فى جولات و صراعات حتى يقضى أحدهما على الأخرى  و ما سمعنا يوماً أن أى نظام أو تنظيم قضى على شعب بل أن الشعب هو الذى يقضى و يبقى حياً و لو أشلاء و ما يلبث أن يلملم نفسه و يستعيد حياته و يبنى بلاده و لنا فى تاريخ الثورات و الشعوب و الأنقلابات العسكرية مشاهد كثيرة كان كلها فى صالح الشعوب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق