الجمعة، 20 ديسمبر 2013

دمرداشيات

دمرداشيات


صناعة الجريمة

Posted: 19 Dec 2013 01:02 PM PST



صناعة الجريمة

أن الجريمة فى المجتمعات ومرتكبيها ليسوا عناصر أصيلة و لكنها صناعة تتوفر لها البيئة من بناء نفسيات غير سوية تدفعها رغبات ونزوات و شهوات و معتقدات غير سوية والبيئة قد تكون من أسر أو جماعات منحرف فيها القيم و المعايير و المثل عن القويم المتعارف عليه و يوصفه القوانين المعمول بها و الجوانب الأخلاقية فى الديانات والفلسفات و المثاليات ؛ و الطامة الكبرى أن تكون البيئة عصابة أستولت على دولة بأجهزتها و تجوب فى الأرض فساداً و طغياناً و أنحرافاً .

و أن حادث مظاهرة المنصورة التى دخل فيها سائق سيارة فى مظاهرة و أصاب  المتظاهرين و كان النتيجة أن قتل و حرقت سيارته تصنف فى الحوادث أنفعال ورد فعل و المعتدى فى البداية هو السائق القتيل و الذى دفعه إلى الأنفعال و القيام بما قام به هو الشحن و التأثير الدعائى العدائى ضد طوائف المتظاهرين الذى تقوم به أجهزة دولة على قدم و ساق فى الأعلام و الجيش و الشرطة و القضاء و رد فعل المتظاهرين كان على أساسين أولهما الأعتداء الغير مبررعليهم من وجهة نظرهم و رد الفعل اللاشعورى حينما تصوروا أن هذا السائق قاتل فكانت النتيجة  المحزنة بالقتل و الحرق لغياب العدل و نجازته فى البلاد و التسويف و قلب الحقائق على أوسع نطاق بيد أجهزة الدولة و هنا ندرك أن صانع الجريمة و مهيئ نفسية من أرتكبوها فى هذا الحادث هو الدولة بالدرجة الأولى و يؤكد على ذلك أن أجهزة الدولة و رجالها أستمروا فى غيهم الغير سوى بأعتبار أن السائق من صنف البشر البطل القتيل المظلوم و أن الأخرين من صنف المنبوذين المطرودين من رحمة الدولة و رعايتها و لا يستحقون الحياة أو الأعتراف بهم فى البلاد و بالطبع هذا المنطق المغلوط لا يكون فى دولة محترمة بل يكون فى مجتمعات العصابات و الشللية و غياب العدل و أستحضار شريعة الغاب و نستطيع أن نستخلص أن المجرم الأكبر فى هذا المشهد هو المسؤل عن أدارة البلاد و ليس أحد غيره و الباقين تأتى مسؤليتهم بالتبعية فمنذ أن كان سفك الدم على قارعة الطريق دون دم أو أرتداد عن الدين مع التعذير أو زنى محصن أو سحر ساحر أسود فإن مصر فى هاوية الظلم و الطغيان و الغى و الفساد لأن مشرع الجريمة و صانعها يمسك بتلابيب أمور البلاد و أتوقع فى المستقبل حوادث و ليس حادث واحد كحادث المنصورة مادام صناعة الجريمة و تهيئة النفسيات تجرى على نفس المنوال دون تغير أو أصلاح أو تدارك للأمور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق