الجمعة، 21 سبتمبر 2012

دمرداشيات

دمرداشيات


كنت فى بلاد

Posted: 20 Sep 2012 02:29 PM PDT



كنت فى بلاد

أن الأحداث الأخيرة التى تجرى فى العاصمة المصرية عصفت بى و قذفتنى فى وادى الذكريات على بعد عشرين عام مضت حينما كنت فى مدريد أقطن زمام                  ( البورتا  - دل - صول ) و غالباً ما كنت شتاءً فى صباح أيام السبت و الأحد المشمسة أنزل لآخذ المترو إلى الروتيرو و هى حديقة عامة على مساحة حوالى 27 فدان فيها بحيرات صناعية و حدائق هندسية بالأسلوب الفرنسى و حدائق عشوائية على الأسلوب الأنجليزى يلهو فيها حيوان السنجاب على أشجار الكستانيا و هناك أحدى البحيرات الصناعية تخوض غمارها قوارب تحمل الفتيان و الفتيات  فى مرح و تمضية وقت ممتع تحت شمس الشتاء النادرة و طرقات على جوانبها رسامى البورتيريهات بالفحم و فنانى الجرافيتى و قراء الطالع و البخت و فتح الكوتشينه و وشوشة القواقع الذين يجتذبون عدد كبير لمجرد اللهو و بعد أن ينتهوا من عندهم أسمعهم يتحدثون إلى بعضهم البعض  بحديث مفاده أن الحظ الحقيقى و الطالع الحقيقى فى العمل الدؤب و الجد و الجهد و الأتقان و الأخلاص و أمضى لأرى الأرجوز يدخل البهجة و التسريه على نفوس الأطفال و الكبار معاً و على مسافة منه هواة عرض مسرحيات الهواء الطلق و بعدهم بمسافه مستعرضى فن رقص الهيب هوب و هم يتفاعلون مع جمهورهم و يطلبون منهم المحاكاه و يمرق بجوارى بسرعة رياضيين البديناج و على مسافة أخرى تجمع لكبار السن على المعاش يتنافسون فى ألعاب شعبية مبنية على دقة التصويب و الرماية و أصبوا فى النهاية إلى مجلسى الذى أعشقه على ربوة خضراء بجوار بحيرة صناعية أخرى يسبح فيها البط و الأوز المهاجر و يطل عليها قصر كريستال و غالباً ما يكون حولى طلاب العمارة يرسمون القصر من زوايا متعددة  آه أنها أسبانيا التى أستوعبت صناعة السياحة و وفتها حقها بالرغم من أنها ليس لديها الكثير من مقوماتها بالمقارنة بمصرنا و لكن الأحداث المصرية لم تذكرنى بمرمى نزهتى و جواره الذى فيه متحف البارادو الذى يحوى لوحات لبيكاسو و جويا و أخرين ؛ فحسب بل أستوقفتنى عند نزولى إلى      ( البورتا – دل – صول ) و منزل المترو بالقرب من تمثال الدب الذى هو شعار مدريد حيث كان يجلس شاب يدرس الموسيقى و يعزف مقطوعة  0مونامو0 بآلة الفلوت و كان عزفه يقابل أستحسان كبير من المارة الذين يلتفون حوله و هم من جنسيات عدة و فى صمت و تركيز كبير دون حركة و معهم حمام الميدان و ما أن ينتهى من العزف نجد التصفيق الحاد من الجميع و بعضهم يضع نقود فى علبة الفلوت  و على مسافة منه فرقة من البيرو ذات أصول من هند الإنكا بأزياءهم الشعبية يعزفون بالإيقاع و الناى موسيقاهم الشعبية المميزة و المحركة للمشاعر و تستدعى الرقص و الجمهور يشاركهم و فى نهاية فقرتهم يضعون فى دف لهم بعض النقود و فى الجانب الأخر من الميدان أحد طلاب أكاديمية الفنون الفقراء و قد جاء و معه علبة طباشير ألوان ليخرج ما بداخله رسماً للوحة فنية على الأرض النظيفة و يتابعه المارة و متذوقى الفن و أحياناً بعض أساتذه الأكاديمية و يضعون له نقود فى غطاء علبة الألوان و ما أن يفرغ من رسمه حتى يأخذ ما جمعه من النقود التى تكفى لأعاشته و أدوات دراسته لمدة أسبوع و يبقى الرسم على الأرض لا تطأه قدم بالرغم من أنه يسبب زحمة مرور و لا يمكن المشى فى مكان الرسم إلا إذا أمطرت السماء و محت الرسم

و هنا الأنين و الحزن و حضور المفارقة و المقارنة فلم تمحو البلدية و لا النظافة و لا الحى رسم فيه عمل فنى بالرغم أن ورائه صورة من صور التسول و لم تمنعه بالرغم من أنه يسبب أختناق مرورى للمشاة فى ميدان حيوى و سياحى و يعتبر وسط العاصمة القديم و عندنا فى مصر و فى ميدان التحرير تقوم هيئة نظافة العاصمة بمحو فن و أى فن أنه لم يكن لتسول بل أحاسيس و مشاعر ملتهبة جاشت بفن معبر عن الثورة التى أذهلت العالم 
و هنا أكثر من سؤال من صاحب القرار و ما دوافعه فى القرار بمحو أثر و رمز من رموز ثورة 25 يناير العظيمة ؟

أنهم مسؤلوا مؤسسة من مؤسسات الدولة معنين بالنظافة و كانوا يقهرونا و يؤذون أبصارنا و أنوفنا و يهددون صحتنا العامة بتلال من القمامة لسنوات و يستغلون أموالنا المعتمدة للنظافة فى عقود مع شركات أجنبية ليس لها من النظافة إلا الأسم أما الفعل فحدث و لا حرج و العقود مع هذه الشركات مكبل لمصر الدولة فى المحافل الدوليه و هذا كله لأن العمولات تمر إلى جيوب المسؤلين  و ما أن أعلن الرئيس المنتخب أن برنامجه فى 100 يوم الأولى من توليه سيتضمن النظافة لم يحركوا ساكناً بل كانوا يلقون القمامة عقب قيام المجهودات الأهلية بالتنظيف   ؛ أنهم قطعة من منظومة الفساد عدوة الثورة و رموزها عندهم عفانة فكر و موات حس و عتاهة أدراك و صور لهم خيالهم المريض أنهم بمحو جرافيتى معبر عن الثورة  سيمحون  الثورة و أثرها و تأثيرها و يلغى ذكراها .
و هنا النصح واجب و فرض فيا أيها الرئيس الذى ترأس من رحم الثورة أن لمتضرب بيد من حديد كل معتدى على رمز للثورة أو محاول لضرب عرض الحائط بكل مطلب من مطالب الثورة فإنك تستنزف رصيدك عندشعب الثورة الذى أقتنع بك كرئيس للبلاد و أننى آمل أن تكون حامى للثورة و محقق لمطالبها و مطور لمنظومة العمل المؤسسى فى الدولة مع تطهيرها من العوار و الفساد مرتقياً بأنسانها ليرتقى بمصرنا فى مصاف البلاد التى سبقتنا و أمكانياتها أقل منا 

العزة و المنعة

Posted: 20 Sep 2012 11:39 AM PDT


العزة و المنعة

أن يكون لدى الأنسان أعتزاز بنفسه فهذه صفة حميدة و أن يكون عنده المنعة و لا يقبل على ذاته أن يكون الدون فهذه شيمة ذات قيمة و أن تنسحب هذه الصفة على الدولة هذا قمة المراد حتى ينتسب الأنسان لوطن ذو شمم و علو همة و لكن ما السبيل إلى ذلك فى بلاد كثر فيها الفساد و غاب فيها العدل على يد قوم يصفون بأنهم أهل العدل و سدنته ناهيك عن عجز عضال مصابة به البلاد منذ أكثر من ستة عقود متكرس فى الفشل الأدارى الذريع فى توظيف أمكانيات و طاقات البلاد ليكون المردود أقتصادى يغنى عن الحاجة و السؤال سيدى إذا سرقت أموال البلاد و لم تتوفر الأرادة السياسية و القدرات القانونية المحلية و الدولية فى أن تسترد المال العام المنهوب فأنى لنا أن نطالب ذو قدرة و طاقة على العمل و الأنتاج بأن يعطينا أقصى طاقته و ينتظر ريثما نعطيه حقه فيما بعد و من يدريه أنه لن يتعرض لعملية خداع و سرقة جهده مرة أخرى و خاصة أن شاهد غياب العدل متوفر فالدماء مهدرة و لا قصاص و القتلة يخرجون براءة واحد تلو الأخر بل أنهم إذا تمكنوا من أوضاعهم السابقة سينتقمون من شعب بأكمله سيدى لا يكفى المصارحة و المكاشفة بوضع البلاد الأقتصادى الحقيقى بدلاً من التخدير و أخفاء الحقائق و لا يكفى أن ندعوا الشعب لمزيد من الجهد و العمل دون أن يأخذ أجره قبل أن يجف عرقه و خاصة أن أجره هذا لا يوفر له حياة أنسانية كريمة و دون الأجور العالمية لمثيله فى الأداء بل أن الأمر أكبر من ذلك فلابد أن يكون فيه ضمانات و تطمينات حقيقية يقتنع بها أبسط مواطن أن الفساد تلاشى و العدل أقيم و حقه عند أيادى أمينة عليه هذا بالتوازى مع أدارات حكيمة رشيدة تتوفر فيها القدوات لا قدوة واحدة مع أصلاح نفسى و سلوكى للتيارات السياسية و النخبة التى تتصارع مع بعضها البعض على حساب شعب و وطن و لا يهمها إلا مكاسبها الضيقة و للأسف أن هذه رؤيتى الشخصية التى تبدو قاتمة اللون بعض الشئ و أرجو أن أكون مخطأ  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق