السبت، 8 سبتمبر 2012

دمرداشيات

دمرداشيات


سمات الشخصية

Posted: 07 Sep 2012 05:19 AM PDT


مع شعر فاروق جويدة
من قصيدة حتى الحجارة اعلنت عصيانها سنة 1998

حجر عتيق في زمان النبل
يلعن كل من باعوا شموخ النهر
في سوق البغاء..
وقف الحزين علي ضفاف النهر يرقب ماءه
فرأي علي النهر المعذب
لوعة.. ودموع ماء..
وتساءل الحجر العتيق
وقال للنهر الحزين أراك تبكي
كيف للنهر البكاء..
فأجابه النهر الكسير
علي ضفافي يصرخ البؤساء..
وفوق صدري يعبث الجهلاء..
والآن ألعن كل من شربوا دماء الأبرياء..
حتي الدموع تحجرت فوق المآقي
صارت الأحزان خبز الأشقياء..
صوت المعاول يشطر الحجر العنيد
فيرتمي في الطين تنزف من مآقيه الدماء..
ويظل يصرخ والمعاول فوقه
والنيل يكتم صرخة خرساء..
***
حجر عتيق فوق صدر النيل يبكي في ألم..
قد عاش يحفظ كل تاريخ الجدود وكم رأي
مجد الليالي فوق هامات الهرم..
يبكي من الزمن القبيح
ويشتكي عجز الهمم..
يترنح المسكين والأطلال تدمي حوله
ويغوص في صمت التراب
وفي جوانحه سأم..
زمن بني منه الخلود وآخر
لم يبق منه سوي المهانة والندم..
كيف انتهي الزمن الجميل
الي فراغ.. كالعدم..
***
حجر عتيق فوق صدر النيل يصرخ
بعد أن سئم السكوت..
حتي الحجارة أعلنت عصيانها
قامت علي الطرقات وانتفضت
ودارت فوق أشلاء البيوت..
في نبضنا شئ يموت..
في عزمنا شئ يموت..
في كل حجر علي ضفاف النهر
يرتع عنكبوت..
في كل يوم في الربوع
الخضر يولد ألف حوت..
في كل عش فوق صدر النيل
عصفور يموت..
***
حجر عتيق
لم يزل في الليل يبكي كالصغار
علي ضفاف النيل..
ما زال يسأل عن رفاق
شاركوه العمر والزمن الجميل..
قد كانت الشطآن في يوم
تداوي الجرح تشدو أغنيات الطير
يطربها من الخيل الصهيل..
كانت مياه النيل تعشق
عطر أنفاس النخيل..
هذي الضفاف الخضر
كم عاشت تغني للهوي شمس الأصيل..
النهر يمشي خائرا
يتسكع المسكين في الطرقات
بالجسد العليل..
قد علموه الصمت والنسيان
في الزمن الذليل..
قد علموا النهر المكابر
كيف يأنس للخنوع
وكيف يركع بين أيدي المستحيل..


سمات الشخصية

أستاذى الفاضل إذا عدنا بالزمن إلى الوراء بفترة غير طويل لا تزيد عن ثلاث أعوام نجدنا مجمعين على أن الشخصية المصرية سلبية غير متفاعلة مع الأحداث و كنا نعزى ذلك إلى تمكن الفساد و الظلم و القهر و بوليسية الدولة و كانت المفاجأة التى أذهلت العالم هى أحداث ثورة 25 يناير و فعاليات و سلوكيات الشباب و التقنيات التى يستخدمونها فى ثورتهم و ما كان للثورة أن تنجح و تتحول بفعالياتها من الميدان إلى الديوان إلا بنشاط جميع أطياف شعب بر مصر المحروسة و على الأخص التيار الدينى الذى يشكل الغالبية فى هذا الشعب و لكن ما حدث و أثر فى مسيرة الثورة و عرقلها بعض الشئ أن بعض القوى و معها فلول النظام البائد كانت لهم فعاليات مضادة و أنشطة معرقلة لمسيرة الثورة و لكل سببه فالقوى التى تختلف مع التيار الأسلامى فى المبدأ و الجوهر لم تقنع بالمساحة المتاحة لها و تريد القيادة مع أنها أقلية و الفلول يدافعون بكل قوة عن فسادهم و هيمنتهم و منع محاسبتهم عما أقترفوه فى حق الوطن و المواطنين و من المؤسف أن تنسحب أى قوة أوتيار من الساحة السياسية و أن لم يكن لها القيادة خاصة إذا كانت تعتقد فى نفسها مواصفات الوطنية الصالحة المخلصة و جدوى مبادئها فى تقدم البلاد و لا تعود إلى شخصية ما قبل الثورة سلبية منتظرة ثورة أخرى أو تصيد فشل لجماعة وطنية تقود البلاد الأن و يشهد لها على أقل تقدير أنها لن تمارس فساد السرقة لأن ذلك فى حد ذاته يجهز على مصداقية وجودها على الساحة السياسية
أن الأنسحاب إذا أحسنا النية تجاهه فهو من سمات الشخصية المصرية السلبية تحت الظروف القاهره و لكننا بعد الثورة ليس لدينا ظروف قاهره بل نرى نور دستور و تشريعات تثرى الحياة السياسية المصرية و تعلى من شأن الوطن و كرامة المواطن ففى هذه الحالة يكون الأنسحاب درب من التقاعص و التقصير فى حق الوطن و مرض تربص لأنتظار فشل الأخر هذا بدلاً من العمل الجماعى على النجاح و ضخ كل الطاقات و القدرات لدفع عجلة الوطن إلى الأمام
سيدى أنت وطنى مخلص لا تدخر جهد لتدلى بدلوك فى الميدان و فى الجانب الذى أنت على دراية به و بأوجه القصور فيه لتعالجها و أعتقد يكفيك ونتعلم منه أنك واضح معلن المبادئ ترجو الأصلاح  ما أستطعت لا تخشى فى الله لومة لائم تتقدم للميدان ما سنحت الفرصة و الظروف جاهز للأنسحاب و أعلان الحقائق إذا ما كان فى الأمور تدليس و مدهانه .
فليت كل من ينسحب يتعلم منك و يحاكيك فى كيفية الوطنية و خدمة مبادئه و لا يحرم نفسه و وطنه من جهد واجب تقديمه فى رفعة للبلاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق