الخميس، 27 سبتمبر 2012

دمرداشيات

دمرداشيات


بناء تهاوى

Posted: 26 Sep 2012 10:57 AM PDT


بناء تهاوى

أن الدولة المصرية قبل و بعد الثورة تشبه إلى حد كبير هذه الأبراج التى شيدت بتجاوزات فى مواد البناء و الأرتفاعات فى الأدوار و ضعف الأساس و يسكنها السكان مدة لا تتجاوز 10% من عمر أفتراضى لأى مبنى  خراسانى ثم تنهار على رؤس من فيها و نبدأ فى البحث عن الحى الذى رخص بالبناء و المقاول الذى نفذ البناء و المهندس الذى أشرف على التنفيذ و نعالج المصابين و الجرحى و ندفن الموتى و نزيل الركام و نأوى السكان الذين أصبحوا بلا مأوى و نطارد المالك ليقدم إلى العدالة و يتبين لنا أن مهندس التراخيص و معه رئيس الحى أن لم يكن المحافظ  قد  تقاضوا رشاوى و أن المالك خرب الذمة يبحث عن كسب سريع و لا يهمه حياة الناس و لا شأنهم و كذلك حال طاقم تنفيذ البناء .

أن تردى الأوضاع برمتها فى بر مصر المحروسة كان و لابد أن يفرز ثورة حتمية و هذه الثورة هى تهاوى نظام دولة كامل و ميلاد نظام جديد و الميلاد مخاضه عسير لبلد تعداده كبير و مشاكله لا حصر لها و شعب تلبسته الحالة الثورية كبلسم بديل للموت المعنوى الذى يحياه حتى لا يصل إلى الموت المادى و أستمرارية الظلم الواضح و غياب العدالة أو تأخيرها تأجج الحالة الثورية  و تزيد من صعوبة المواقف فأسترداد الأموال المنهوبة يراه الغالبية العظمى درب من الخيال أو قد يطول أمده و ما سيسترد لن يكون مساوياً للمنهوب و فرص تحسين أحوال المعيشة و حل مشكلات البطالة دخلت فى أجراءات المسكنات لا الحلول الجذرية و الحديث الأخير للأستاذ الدكتور رئيس الجمهورية وعد أنه بعد عامين بشرط توفير الأمن و الأستقرار و مواصلة العمل المستمر يمككننا الوصول إلى حال أفضل و الشاهد أن الأمن يتحسن و لكنه غير مستتب لأنتشار البلطجة و الأرهاب و شذوذ الفكر كما أن مواصلة العطاء فى العمل دون مقابل لأدنى مستوى معيشة كريمة أمر غير وارد و بالتالى فننا نحلم بالأستقرار ليس إلا و أن أنتقالنا إلى أوضاع أفضل مقوض من البداية .

أن أعادة بناء دولة يحتاج إلى كل سواعدنا و لن تتجمع السواعد معاً فى عملية بناء إلا إذا كان لدينا جميعاً قاسم مشترك من القناعة بالأسهام فى البناء وهذا لا يتأتى إلا على محورين أولهما دولة مؤسسات يحترم فيها القانون و ينفذ بصرامة و حزم مع سرعة فى أنجاز العدالة إذا ما حدث جور أو ظلم و هذا لن يكون فى القريب العاجل لتغلل الفساد فى الهيكل البنائى لمؤسسات الدولة كأحد مخلفات النظام البائد فى المشهد الحالى و ثانيهما أستقبال و أستيعاب و قناعة برسائل تطمينيه إلى عموم المجتمع بأن الحق قادم لا محالة و أن مظاهر الظلم تتهاوى مظهر بعد أخرفى وتيرة منتظمة و ثابتة و أن مسيرة الظلم إلى أنحسار يعقبه زوال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق