الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

دمرداشيات

دمرداشيات


قوة وضعف ثورة

Posted: 03 Sep 2012 04:52 AM PDT


قوة و ضعف ثورة

أن أى بلد يقوم فيه ثورة يسثير و يحفز قوى داخلية  رفضتها الثورة و قوى خارجية لها مصالح مع أو فى الدولة التى قامت فيها الثورة و بالطبع لا تريد أن تخسر مصالحها و أن أمكن فإنها تسعى لتطوير هذه المصالح كما أن الثورة قد تضعف و تزلزل كل مقومات الدولة فى الدولة التى تقوم فيها الدولة و تعطى مجال للنعرات الطائفية و القبلية و الأيادى الخارجية لأن تبحث لها عن حيثية فى الدولة بعد الثورة و غالباً ما تصفى قوى الثورة بعضها البعض و البقاء للقوى الأكثر تأثيراً فى مسيرة الثورة و الأوسع جماهيرية و تأييد شعبى و لنا فى ثورة الباستيل مثال فما أستقرت أوضاع الجمهورية الأولى فى فرنسا إلا بعد 18 عام من قيام الثورة .
 و فى بلد مثل اليمن نجد القوى الشعبية فى هذه الثورة متعددة الأطياف و الأتجاهات و المشارب  الشمالية منها شيعية ( حوثيه ) متأصلة فى تاريخ اليمن السعيد منذ الدولة الفارسية قبل الأسلام  و فى الوسط قومى عربى سنى وحدوى و فى الجنوب أشتراكى إلى يسارى أنفصالى و فى غرب الجنوب أصولى متضافر مع القاعدة و الخارج الذى يعنيه اليمن سواء الجيران الأقليميين فى دول الخليج  يؤرقهم يمن فيه مد شيعى طائفى قوى ذو تأثير كما أنهم يؤرقهم كما يؤرق أمريكا و الغرب نمو و هيمنة القاعدة فى بلد تعداد شعبه كبير نسبياً علاوة على أن ظروفه الأقتصادية و الأجتماعية القبلية مناسبة جداً لتنامى و أشتداد عود تنظيم القاعدة خاصة إذا كان أكبر رموز القاعدة أسامة بن لادن له جذور يمنية 
إذاً من المتوقع عالمياً و أقليمياً السعى و الحفاظ على يمن مفكك مهلهل ضعيف بعد الثورة حتى يسهل السيطرة على القوى التى يخشى منها على المحيط الأقليمى و العالمى .
و الأمل لا يفقد فى ثورة اليمن و خاصة أن حراكها الثورى فى طور الأنتقال و لم يستقر بعد و المعدن اليمنى صبور طويل النفس مسالم حضارى ضابط لنفسه حتى الأن و يعول على قوى الوسط و الجنوب أن تصفى لبعضها البعض و تتصالح مع نفسها و أن كان ذلك صعب المراس و قد يأخذ وقتاً و لكنه فى نهاية المطاف لابد أن يتخلص من رموز عهد مضى و لن يعود إلى واقع اليمن بأى حال من الأحوال لأنه مرفوض داخلياً شعبياً و قبلياً فى بلاد تأثير القبلية فيها كبير و ستبقى مشكلة الحوثيين الذين يمكن التفاهم معهم و ترضيتهم داخلياً من اليمن و خارجياً من السعودية و أجزم أن الدبلوماسية السعودية عندها من الحكمة و الحفاصة لأحتواء مشاكل الحوثيين علاوة على أنها لا تزكى التشرزم و الأنفصال حتى لا يصبح فى المستقبل عرف يمكن تطبيقه فى دول الخليج أسوة باليمن أما القاعدة فإن مشكلتها عويصة و يتراوح العلاج فيها بين المواجهة المسلحة و العلاج الدعوى الفكرى الذى قد يعمل على نجاحه تأليف القلوب بالمال و هنا يجب أستنفار دور دول الخليج لأنها معنية بالأمر  .
أما لبنان و سوريا فهما فى مشروع قديم لما يسمى بالهلال الشيعى بتدخل إيرانى و هذا فيه نقطتان ضعف يجهزان على هذا المشروع ليس فى سوريا و لبنان بل فى العراق أيضاً المجاور لإيران و ذلك إذا وضعنا فى الأعتبار حاجة إيران لعلاقات عربية على الأقل محايدة فى مواجهاته الدولية كما أن الشيعة أقلية سكانية ليس لهم هذا الحق الذى أقتنصوه فى السلطة و القيادة لهذه البلاد و ثورة سوريا التى ستغير وجه منطقة الهلال الشيعى مازالت فى أوائل الفاعليات و بدون أدنى شك ستجنى كل الثمار التى تصبوا إليها الأغلبية و لن يكون هناك تفكك أو تشرزم يتمناه الصهاينة و الغرب فى دول الهلال الشيعى و دليلى على ذلك تعافى الثورة المصرية و أتجهاها نحو التخلص من الفلول و محاسبتهم و أستقرار الأوضاع داخلياً و التحرك بقوة أقليمياً و دولياً بصورة أذهلت كل المراقبين و الساسة فى جميع أنحاء العالم .
أما الثورة الليبية التى كانت الأكثر دموية و تكلفة فى مجتمع قبلى لا يغفر الدم و لا يتنازل عن الحقوق فمهما كانت المحاولات فى النيل من هذه الثورة فقد يكون الشاهد تصفيات حسابات و لكن الأستقرار فى الأتفاق و التوزيع العادل للسلط و الثروة و ستمضى ليبيا إلى مستقبلها الذى تستحقه كدولة عربية نفطية ثرية .
و خلاصة القول أنه من السبق لأوانه أن نقول أن الربيع العربى أنتهى و أعطانا صورته الأخيرة كما أن النظارة السوداء المقرونة بالمنطقية لا يمكن أن تسمح لنا بالقول أن دول الربيع العربى فى طريقها إلى التفكك الداخلى بعد ما كنا نحلم بوحدة عربية بل أن الصواب أن نقول أن خلاصة الربيع العربى ستكون أمة عربية واحدة قوية أبية تحت الشمس تستعيد مجدها بين الأمم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق